راحت أيام الـ "بحسيتا" الحلبية وبقيت الفليفلة للفلافل والذكريات

18-12-2006

راحت أيام الـ "بحسيتا" الحلبية وبقيت الفليفلة للفلافل والذكريات

الجمل ـ  حلب ـ  باسل يوب :  ليس الازدحام أمام أي مطعم فلافل بغريب في سورية، فالأكلة شعبية بامتياز، ومن لا يفضلها لذاتها، فهو يفضلها لسعرها بكل تأكيد ، ورغم وجود سيخي شاورما بالقرب من المكان، تفوح منهما رائحة الشواء، ويقطر منهما الشحم، إلا أن غالبية الشبان العابرين فضلت تناول الفلافل ، وحتى الآن ليس هنالك ما يدعو للاستغراب ، لكن الغريب الذي لا يمكن مشاهدته إلا في مدينة حلب الشهباء هو هذا السيرفيس الجماعي الذي يقدم مع السند ويش فقد عمد صاحب هذا المحل الشهير إلى وضع طاولات السيرفيس الجماعي في الشارع بشكل  طولاني ليتمكن أكبر عدد من الزبائن من الوصول إلى صحون السيرفيس العملاقة ، وهو مكون من فليفلة طازجة ، و فليفلة حمراء مفرومة ونعناع وفجل ،  المشهد يسترعي انتباه السواح الأجانب ،إنها فرصة نادرة لالتقاط صور لا تنسى عن طباع شعب حلوا في ربوعه ،
 " كريس " القادم من ألمانيا مع صديقته هاله ذالك الشاب الذي يتناول مع كل لقمة ملعقة فليفلة يغرفها  بالملعقة الخشبية الطويلة، ويضعها في أعلى سند ويشته ، ثم يلتهمها بشراهة ،  وينظر باحترام بالغ إلى رجل آخر يرفع عرق النعناع بيده اليسرى، بينما يقضم سند ويشته باليد اليمنى، ثم بشفتيه فقط ينتزع أوراق النعناع ورقة إثر ورقة ، كحمل صغير اهتدى مؤخراً لطريقة قضم أوراق النباتات.
قبل أكثر من ربع قرن  كان باعة " المحمرة " ينتشرون بكثرة أمام محلة بحسيتا حيث تتجمع دور البغاء ، فكان الخارج من هناك يعمد إلى تناول كمية محترمة من الفليفلة الحادة لتساعده على العودة بنجاح إلى الدار . 
 ولكن لماذا هذا الشغف بالفليفلة اليوم ألم تغلق دارة بحسيتا من زمان ؟
    


الجمل

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...