أردوغان يشجب الغارات والأسد هاجسه وليس داعش

02-10-2014

أردوغان يشجب الغارات والأسد هاجسه وليس داعش

استغل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان افتتاح البرلمان التركي لجلساته، عشية تصويته على مذكرة الحكومة التي تفتح الباب أمام المشاركة في الحرب على تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» - «داعش»، ليواصل هجومه على الرئيس السوري بشار الأسد، مشدداً على أن أنقرة ستلتزم بهدفها وهو «الإطاحة» بالنظام، داعياً إلى البحث عن وسائل تتجاوز الغارات الجوية لمواجهة «داعش»، في حين يواصل المقاتلون الأكراد الدفاع بشراسة عن مدينة عين العرب (كوباني) بوجه «داعش» الذي بدأ تنفيذ مذابحه ضد الاكراد، فيما لم يتعرض سوى الى عدد محدود من الغارات الجوية الاميركية برغم قرب وقوع المدينة في قبضته بالكامل.مسلحون من «داعش» خلال دورية على الحدود التركية أمس (ا ب ا)
في هذا الوقت، ارتكب المسلحون في سوريا مجزرة جديدة، حيث استشهد 41 طفلا، بالاضافة الى سبعة اشخاص، وأصيب حوالى 115، في تفجير انتحاري أمام مدرسة ابتدائية في حي عكرمة في حمص، سبقه تفجير عبوة أمام مدرسة ابتدائية أخرى. وأشار محافظ حمص طلال البرازي الى ان «أعمار الاطفال القتلى تتراوح بين 6 و9 سنوات». (تفاصيل صفحة8)
وعشية انطلاق النقاش في البرلمان التركي حول مذكرة للحكومة تجيز للجيش التدخل في العراق وسوريا ضد «داعش»، قال أردوغان إن «أطنان القنابل التي يتم إلقاؤها من الجو تعد حلاً مؤقتاً ولن تساهم إلا في تأخير الخطر والتهديد».
وأضاف «يجب شن حرب ضارية ضد كل المنظمات الإرهابية في المنطقة، ويجب أن تؤخذ نصائح تركيا وتحذيراتها في الاعتبار». وتابع «أننا منفتحون على أي تعاون، لكن على الجميع أن يعلم بأن تركيا ليست البلد الذي سيرضى بالحلول المؤقتة، ولن تسمح للآخرين باستغلالها».
وقال أردوغان «سنقاتل بفاعلية تنظيم الدولة الإسلامية وكل المنظمات الإرهابية الأخرى في المنطقة. ستكون هذه هي أولويتنا دائما. سنواصل (أيضا) إعطاء الأولوية للإطاحة بالنظام السوري، والمساعدة في حماية وحدة الأراضي السورية، والتشجيع على نظام حكومي دستوري وبرلماني يشمل كل المواطنين».
وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيانات، أن «معارك طاحنة تدور بين مقاتلي الدولة الإسلامية والقوات الكردية على أطراف بلدة عين العرب، المتاخمة للحدود التركية، والتي يدافع عنها الأكراد بشراسة»، وذلك بعد أن اقترب مقاتلو «داعش» منها إلى مسافة اثنين إلى ثلاثة كيلومترات.
وأشار مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن إلى أن «مقاتلي قوات الحماية الكردية رفضوا الانسحاب، ويدافعون بشراسة عن البلدة، رغم قلة عددهم وعتادهم»، مضيفا أنها «قضية حياة أو موت». وذكر ان «عناصر داعش قطعوا رؤوس خمسة مقاتلين أكراد، بينهم ثلاث نساء، وأربع مقاتلين سوريين من المعارضة على بعد 14 كيلومترا إلى الغرب من كوباني. كما ذبح مدني كردي أيضا».
وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن مقاتلات أميركية وطائرات من دون طيار وجّهت، خلال اليومين الماضيين، ضربات جوية على مواقع قرب عين العرب، مضيفة أن الغارات دمرت آليات عسكرية لمقاتلي «داعش» ومدفعا ودبابة.
وكان «المرصد» ذكر أن «قوات التحالف نفّذت خمس ضربات جوية على الاقل ضد تنظيم الدولة الاسلامية على خط المواجهة مع القوات الكردية في شرق وجنوب شرق بلدة عين العرب».
وقال رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي، في مقابلة مع قناة «بي بي سي»، إن السلطات العراقية «أرسلت وفدا إلى سوريا لاطلاع السوريين على الغرض من طلبنا من التحالف قصف داعش داخل سوريا لان الإرهاب عابر للحدود».
وحذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من أن «الوضع في الشرق الأوسط يمكن أن يخرج عن السيطرة إذا تطور خارج إطار القانون الدولي. هذا دائما مرتبط بالخطر. نحن نسعى إلى أن يعي هذه الأخطار ذلك الذي يستعمل القوة من طرف واحد في المنطقة».
وأضاف لافروف أن «محاربة الإرهاب ضرورية، ونحن منفتحون على ذلك. ومستعدة لذلك أيضا حكومات دول المنطقة، بما فيها العراقية والسورية، كما أن الحكومة الإيرانية مستعدة لذلك»، مشددا على «ضرورة ألا يتم في هذا الكفاح استثناء أحد من الجهود الجماعية، ولكي يسود فيه نهج يهدف إلى تحقيق نتائج وليس نهجا تحدده بعض الأيديولوجيات المتحيزة».
في هذا الوقت، دافع المتحدث باسم البنتاغون الأدميرال جون كيربي عن الضربات الجوية، وذلك بعد ساعات من اجتماع الرئيس باراك أوباما مع كبار مستشاريه للأمن القومي لمناقشة إستراتيجية مواجهة «داعش».
وانتقد كيربي، في مؤتمر صحافي، تغطية هذه الضربات من قبل بعض وسائل الإعلام، مشيرا إلى أنها تؤدي إلى تعليق آمال غير واقعية على الحملة الجوية التي تشنها الولايات المتحدة وحلفاؤها في سوريا والعراق. وذكر بأن قادة الجيش الأميركي كانوا واضحين منذ البداية بتأكيدهم أن الضربات الجوية وحدها لا تكفي، وأن «الأمر سيحتاج إلى جهود طويلة الأمد، والى تدريب وتسليح مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة وتعزيز الجيش العراقي».
وأضاف «بالرغم من أننا نتقاسم الشعور بأن الوضع ملحّ حيال هذا التنظيم، يجب أن نتقاسم أيضا شعورا بالصبر الإستراتيجي، واعتقد أن هذا ما ينقص البعض منا».
وأشار إلى أن مقاتلي «داعش» لم يعودوا يتنقلون بمجموعات كبيرة في العراء بل «يتفرقون» لتحاشي الغارات. وأقرَّ بان التنظيم ما زال يشكل تهديدا وأنه في بعض الحالات استولى على أراض جديدة. وأوضح أن ضربات جوية فعّالة لا تعني أن «الجهاديين لا يحاولون حتى الآن كسب مناطق والسيطرة عليها، وينجحون في ذلك في بعض الأحيان».
وأضاف «كنا صادقين جدا بالقول إن التحرك العسكري وحده لن يؤدي إلى انتصار هذا الجهد، لكن لا يجوز أن يؤخذ ذلك على انه اعتراف بعدم الفعالية»، موضحا أن «احد الأمور التي تجعلنا نعرف أن هناك تأثيراً (للضربات الجوية) هو بالتحديد أن الإرهابيين اضطروا إلى تغيير خططهم واتصالاتهم وقيادتهم» بسبب هذه الغارات.

 وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...