جرائم «داعش» تدخل مرحلة جديدة: 300 قتيل عراقي بغاز الكلور

23-09-2014

جرائم «داعش» تدخل مرحلة جديدة: 300 قتيل عراقي بغاز الكلور

في تطور ميداني خطير يحمل العديد من التداعيات على المستويين الأمني والسياسي في الحملة الدولية التي تقودها الولايات المتحدة، ضد «داعش»، ومن شأنه أن يثير المخاوف إقليمياً ودولياً من احتمال امتلاك التكفيريين قدرات دمار شامل، نفذ تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، أمس، هجوماً على أحد مواقع الجيش العراقي في مدينة الفلوجة، قتل فيه 300 جندي عراقي دفعة واحدة، في ظل معلومات تشير إلى احتمال استخدام التنظيم المتشدد غاز الكلور السام.مدفع مياه تركي يطارد إمرأة كردية عند الحدود التركية ـ السورية في قرية سوروك في محافظة أورفة جنوب شرق تركيا أمس (أ ف ب)
وينبئ هذا الهجوم بأن المعركة ضد «داعش» ربما تشهد مفاجآت كارثية على شعوب المنطقة خصوصاً، إذا ثبت امتلاك التكفيريين أسلحة كيميائية، أو حتى قدرات عسكرية بيولوجية وفق ما تم تسريبه مؤخراً إلى الإعلام الغربي، في وقت يتعاظم الحديث حول الخيارات التي يمكن أن تواكب تطور العمل العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة وحلفاؤها في العراق، ضمن الحملة الدولية لمواجهة تنظيم «الدولة الإسلامية»، الذي أعلن المتحدث باسمه أبو محمد العدناني، يوم امس، النفير العام، متوعداً باستهداف المدنيين في الدول المشاركة في التحالف ضد الإرهاب، واستخدام كل ما يتوافر من سلاح، ومؤكداً ان الولايات المتحدة ستضطر إلى النزول «إلى الأرض».
واستدعى هذا الهجوم عدداً من ردود الفعل العراقية بدأت مع اتهام النائب عن «التحالف الوطني» علي البديري، التنظيم باستخدام غاز الكلور ضد جنود الجيش العراقي الذين حوصروا خلال المعارك في منطقة الصقلاوية في مدينة الفلوجة.
وقال البديري في مؤتمر صحافي في البرلمان العراقي في بغداد بحضور عدد من نواب محافظة الديوانية، إن «تنظيم داعش استخدم غاز الكلور لأول مرة في منطقة الصقلاوية بعد محاصرة أكثر من 400 جندي، ما أدى إلى مقتل الكثير منهم بسبب الاختناق»، مشيراً إلى أن «مئة منهم فقط هم من استطاعوا النجاة»، معتبراً أن «بطء الإجراءات الفورية من قبل طيران الجيش رغم كثرة المناشدات بالإجراءات السريعة لإنقاذهم منذ عدة أيام» هو ما تسبب بمقتلهم.
وشبه البديري الحادثة بمجزرة «سبايكر» التي ذهب ضحيتها أكثر من 1700 جندي عراقي، في حزيران الماضي، لافتا إلى أنه «يجري جمع تواقيع لتشكيل لجنة تحقيق بهذا الشأن».
وحمّل البديري رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، وهو القائد العام للقوات المسلحة، وقائد عمليات محافظة الأنبار رشيد الفليح، مسؤولية التباطؤ في إنقاذ الجنود الذين كانوا محاصرين في المنطقة منذ أيام.
وكان فليح قد أعلن، أمس الأول، عن فك الحصار عن 400 ضابط وجندي حاصرتهم عناصر «داعش» بعد مواجهات عنيفة شمال الفلوجة.
من جهته، أكد متحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة أن العبادي أصدر «أوامر بحجز آمري الأفواج المقصرين في حادثتي منطقتي الصقلاوية والسجر شرقي الفلوجة، والتحقيق معهم».
وأشار إلى أن رئيس الوزراء كان قد أمر «منذ أربعة أيام بإيصال الإمدادات والتعزيزات العسكرية إلى المنطقتين، بإلاضافة إلى تكثيف الطلعات الجوية، كما أنه تابع بالتفصيل كل ما يتعلق بهذه القضية وقد تقدّمت القوات الأمنية لتطهير هذه المناطق»، وأضاف أن «القوات تم تجميعها في المواضع الدفاعية والهجومية وهي تسيطر حاليا على الشريط الواقع شرق الفلوجة من منطقة السجر إلى الحيدان، وتستعد لتحرير باقي المناطق».
وشدد على أن «توجيهات القائد العام كانت بضرورة المحافظة على أرواح الجنود وقد وجه بإرسال قوات مكافحة الإرهاب لهذا الغرض ومحاسبة المقصرين في قواطع مسؤولياتهم».
وكان العبادي قد أكد رفضه للتدخل العسكري البري في العراق، خلال لقائه وزير الدفاع الاسترالي ديفيد جونستن في بغداد، وشدد خلال اللقاء على أهمية «احترام سيادة العراق ووحدة أراضيه وعدم التدخل في شؤونه الداخلية»، كما جدد «رفض أي تدخل بري في العراق»، معتبراً أن «القوات الأمنية العراقية وقوات الحشد الشعبي تمتلك القدرات البشرية لكسب المعركة ضد العدو».
ولكن مبعوث اللجنة الرباعية إلى الشرق الأوسط طوني بلير، دعا إلى عدم استبعاد إمكانية إرسال قوات إلى أرض المعركة لقتال «داعش» في سوريا والعراق، معتبراً في مقابلة مع الـ«بي بي سي» أن عدم الاستعداد «لقتال هؤلاء الأشخاص على الأرض»، سيؤدي «على الأرجح إلى احتوائهم»، ولكنه لن يؤدي إلى «التغلب عليهم».
كما شدد في رسالة نشرها موقع «مؤسسة طوني بلير الإيمانية»، على عدم القدرة على «استئصال هذا التطرف من دون الذهاب إلى المكان الذي ظهر فيه من أجل محاربته»، وأضاف أنه «يمكن القيام بجهود ديبلوماسية كثيفة، وتخفيف المعاناة البشرية قدر الإمكان وإصدار إدانات، لكن ما لم يترافق كل ذلك مع معارك فعلية، سنخفف من حدة المشكلة لكننا لن نتغلب عليها».
وفي هذا السياق دعا المتحدث الرسمي باسم «داعش» أبو محمد العدناني، أمس، إلى استنفار واسع في صفوف التنظيم، يشمل «أي مكان في العالم وأي مقاتل أو نصير أو موحد»، استعداداً لمواجهة التحالف الدولي الذي وصفه بـ«الحملة الصليبية الأخيرة»، متوعداً شعوب الدول الغربية بانتقام «الذئاب المنفردة»، وحث على التحرك واستهداف مواطني تلك الشعوب الذين أسماهم بـ«الكفار» أينما كانوا.
وذكّر العدناني الرئيس الأميركي باراك أوباما بما سبق أن قاله زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي من «أن حرب الوكلاء لن تغنيك في شيء»، وأكد أن أميركا «ستضطر إلى النزول على الأرض لأنها لن تستطيع هزيمة الدولة الإسلامية من الجو»، معتبراً أن هذا الأمر أكدته التجارب السابقة.

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...