«داعش» يحاصر عين العرب «بالكامل» و«الكردستاني» يتهم تركيا ويدعو للمقاومة

22-09-2014

«داعش» يحاصر عين العرب «بالكامل» و«الكردستاني» يتهم تركيا ويدعو للمقاومة

أحكم تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»-»داعش»، أمس، حصاره لمدينة عين العرب (كوباني) ذات الغالبية الكردية في شمال سوريا، بعد سيطرته على عشرات القرى، مجبراً عشرات الآلاف من أكراد سوريا على الفرار إلى تركيا، فيما دعا «حزب العمال الكردستاني» المقاتلين الأكراد الى الانتقال الى المدينة لمقاومة «داعش».
في هذا الوقت، دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف نظيره الأميركي جون كيري إلى احترام السيادة السورية خلال التخطيط لمهاجمة تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش» في سوريا، فيما أكدت واشنطن أنها تملك مؤشرات من دول أخرى في التحالف الذي تبنيه لشنّ غارات جوية ضد مواقع التنظيم في سوريا.
وفي انتهاك تركي جديد للسيادة السورية، قال رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان «لقد قلنا إنه لا يمكننا القيام بدور في التحالف (ضد داعش) لكن يمكننا التوصل إلى خريطة طريق بعد مفاوضات مكثّفة مع أعضاء التحالف».
وأوضح انه بحث مع الرئيس الأميركي باراك أوباما وحلفاء في حلف شمال الأطلسي، خلال قمة الحلف مطلع أيلول الحالي، إقامة منطقة عازلة على الحدود مع سوريا والعراق، مضيفاً أنه قد يناقش هذه المسألة مع نائب الرئيس الأميركي جو بايدن في الأمم المتحدة.
وأحكم مسلحو «داعش» أمس حصارهم لمدينة عين العرب بعد أن سيطروا على نحو 65 قرية، في هجوم كاسح أدى إلى فرار حوالي مئة ألف شخص إلى تركيا، التي أغلقت عددا من نقاط العبور، فيما لا يزال الآلاف ينتظرون خلف السياج الشائك. وقالت ممثلة المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في تركيا كارول باتشيلور إن الرقم الحقيقي قد يكون أكثر من مئة ألف شخص.
وقال رئيس «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن إن مدينة عين العرب «محاصرة بالكامل» من قبل «داعش»، موضحاً أن عناصر التنظيم أحرزوا مزيداً من التقدم، وهم موجودون في بعض الأماكن على بعد عشرة كيلومترات فقط من المدينة. وتابع إن المواجهات أسفرت عن نحو 70 قتيلا لدى الجانبين، مشيراً إلى أن مصير نحو 800 من السكان «لا يزال مجهولا».
ولمواجهة تقدم «داعش»، وصل حوالي 300 مقاتل كردي من تركيا إلى سوريا. كما وصل 600 مقاتل من العراق. وجدد «حزب العمال الكردستاني» دعوته الأكراد في جنوب شرق تركيا لحمل السلاح والتوجه إلى كوباني لإنقاذها. وقال، في بيان، إن «دعم هذه المقاومة البطولية ليس مجرد دين في أعناق الأكراد بل كل شعوب الشرق الأوسط. فالاكتفاء بتقديم الدعم ليس كافياً، ولابد أن يكون المعيار هو المشاركة في المقاومة». وأضاف «لابد أن تغرق فاشية الدولة الإسلامية في الدم الذي تريقه، وعلى شباب شمال كردستان (جنوب شرق تركيا) أن يتدفق في موجات على كوباني». واتهم أنقرة بالتواطؤ في الهجوم على المدينة في «حرب قذرة».
وغداة نزوح عشرات الاف الأشخاص، غالبيتهم من النساء والأطفال والمسنين، اندلعت مواجهات قرب الحدود بين قوات الأمن التركية ومئات الأكراد الذين كانوا يتظاهرون تأييداً للاجئين. واستخدم عناصر والشرطة الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق المتظاهرين، ثم أغلقوا غالبية نقاط العبور في المنطقة، بينها نقطة كان يستخدمها المقاتلون الأكراد للانتقال إلى سوريا. وبقيت نقطتان حدوديتان فقط مفتوحتان على أن تتولى وزارة الداخلية تسجيل أسماء الوافدين الجدد.
وقال الناشط الكردي مصطفى عبدي، الذي يتحرك بين الحدود وعين العرب، إن «شوارع كوباني شبه مقفرة، وهناك شعور كبير بالخوف». وأضاف إن مدنيين «بينهم مسنّون ومعوقون تم إعدامهم في القرى، لكننا لا نملك رقماً محدداً»، مؤكداً أن «الدولة الإسلامية ينهب المنازل». وأضاف «نحتاج إلى طائرة أميركية واحدة لضرب هؤلاء الهمجيين. أين التحالف المناهض للدولة الإسلامية (بقيادة الولايات المتحدة)؟ عليهم أن ينقذوا الشعب الكردي».
لافروف وكيري
 وذكرت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، أن لافروف أبلغ كيري، في اتصال هاتفي بينهما، «ضرورة الالتزام التام بلوائح الأمم المتحدة، وأعراف القانون الدولي والاحترام غير المشروط للسيادة السورية، خلال انجاز خطط التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، والذي يشمل استخدام القوة» ضد مواقع «داعش».
وأضافت «بحث لافروف مع كيري التحركات الدولية لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية، مشدداً على ضرورة تنسيق هذه التحركات من دون معايير مزدوجة».
وقالت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة سامنتا باور، في مقابلات متلفزة، إن «الرئيس (باراك أوباما) قال إننا لن نسمح بأن يكون للتنظيم ملاذ آمن في سوريا، إلا انه لم يتم اتخاذ قرارات بعد حول كيفية القيام بذلك».
وعما إذا كانت لدى واشنطن أي مؤشرات على أن دولا أخرى مستعدة لشن ضربات جوية في سوريا، قالت «نعم لدينا مؤشرات، لكننا سنترك للدول الأخرى فرصة الإعلان بنفسها عن التزاماتها المحددة إزاء التحالف».
ورفضت باور تسمية أي من البلدان التي قد تنضم لجهود توجيه ضربات جوية في سوريا، لكنها قالت «لدينا بالتأكيد دعم. هناك دعم عالمي، في اعتقادي، يهدف إلى تقويض وتدمير هذه الجماعة. سأتكهن لكم بأننا لن نشنّ الضربات الجوية بمفردنا إذا ما قرر الرئيس شنّ الضربات الجوية».
وبشأن تصريحات كيري بأنه سيكون لإيران دور في الحلف، قالت باور «اعتقد أن الوزير قصد أن إيران أوضحت أنها تعتبر تنظيم الدولة الإسلامية عدواً وتهديداً لها، وفي هذا الشأن، فان جميع عملياتنا تتمحور حول هدف إضعاف وتدمير التنظيم. ونحن ننتظر لسماع ما إذا كانت إيران تعتقد أن بإمكانها أن تؤدي دوراً بنّاءً».
ووصفت باور الرئيس السوري بشار الأسد بأنه «شريك لا يمكننا الاعتماد عليه»، واتهمته بعدم ملاحقة «داعش» وبشراء النفط من التنظيم عندما سيطر على حقول النفط. وقالت «نحضّ إيران على استخدام نفوذها لدى النظام (السوري) فعليا لتغيير تكتيكاته، والتوصل إلى الحل السياسي الذي نحتاج إليه لمعالجة احد الأسباب الرئيسية لهذه الأزمة».

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...