الجيش العراقي يؤمّن طريق بغداد ـ كركوك وقوات أميركية خاصة تساند «البشمركة»

03-09-2014

الجيش العراقي يؤمّن طريق بغداد ـ كركوك وقوات أميركية خاصة تساند «البشمركة»

طغى التقدم الميداني الذي حققه الجيش العراقي، في عدد من المناطق ضد «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، أمس، خصوصاً في محافظة كركوك، على المعركة المتواصلة ضد التنظيم المتشدد، وذلك بعدما كثف الجيش العراقي هجماته على «داعش»، مدعوماً بالضربات الجوية الأميركية، واستعاد السيطرة على كامل الطريق بين بغداد ومدينة كركوك المقطوع منذ نحو ثلاثة أشهر، حيث سُجل انسحاب المسلحين التكفيريين من عدد من المناطق جنوب المحافظة.
وبالتوازي مع التقدم الميداني، عكست تصريحات القوى السياسية تقدماً في الملف الحكومي، الذي بات من المفترض أن يُحسم خلال الأيام القليلة المقبلة، مع إصرار الأكراد على ضرورة أن تأخذ الحكومة العراقية الجديدة مطالب جميع المكونات العراقية بعين الاعتبار.أحد عناصر قوات الأمن العراقية قرب حطام دبابة تابعة لـ"داعش" في بلدة آمرلي، أمس. (رويترز)
وسُجل، يوم أمس، انسحاب تنظيم «داعش» من مواقع وقرى عدّة كان قد سيطر عليها سابقاً في محافظة كركوك.
وقال المشرف العام على أمن ديالى هادي العامري إن «طائرات المراقبة رصدت انسحابات «داعش» بمعدل 17 مركبة كل ثلاث دقائق باتجاه جبال حمرين».
وأكد العامري الذي قام بزيارة كركوك قادماً من آمرلي أن «الطريق أصبح مؤمناً بين بغداد وكركوك»، مشيرا إلى أن قرى «انجانه وسرحة مرورا بآمرلي وسليمان بيك والطوز وصولا إلى كركوك هي مناطق آمنة وهي هدية متواضعة نقدمها لأهل كركوك»، مؤكداً «العزم على تحرير كل الأرض العراقية لان العراق لا يحتمل جرائم داعش».
بدوره، ذكر الضابط في قوات «البشمركة» المتمركزة في قضاء داقوق المقدم بولا عبد الله أن تنظيم «داعش» بدأ، أمس، بسحب مسلحيه من عدة قرى تابعة للقضاء جنوبي محافظة كركوك، وأوضح عبد الله أن «تنظيم داعش بدأ بسحب مسلحيه تدريجياً من قرى العطشانة والعزيرية والبو نجم وطويلعة التابعة للقضاء»، وأضاف أن «التنظيم لا يزال ينشر عدداً من مسلحيه في نقاط تفتيش على الطرق الرئيسية الواقعة في الجهة الثانية من مشروع ماء كركوك الموحد»، كما أكد قائد عمليات دجلة في الجيش العراقي عبد الأمير الزيدي أن 400 عنصر من تنظيم «داعش» هربوا من ناحيتي آمرلي وسليمان بيك في محافظة صلاح الدين، إلى الحويجة.
إلى ذلك، اعتبر مسؤول التنسيق الأمني في السفارة الأميركية في بغداد ميك بدناريك أن «تهديد داعش ما زال مستمراً في آمرلي، ولم يتم القضاء عليه وهناك بعض جيوب المقاومة للتنظيم في آمرلي وحولها»، مشيراً إلى وجود 24 طياراً عراقياً يتدربون في واشنطن على قيادة طائرات «الأباتشي» و«إف 16»، وأضاف أنه «يجري حاليا قتال ما بين داعش والقوات العراقية للسيطرة على طريق سليمان بيك - طوزخورماتو لأنه من الطرق المهمة».
وفي وقت نفت وزارة الدفاع الأميركية، وجود قوات أميركية تشارك في المعارك مع تنظيم «داعش» على الأراضي العراقية، نقلت صحيفة «دايلي بيست» عن شهود عيان ومسؤولين أكراد، مشاركة قوات أميركية وألمانية خاصة في المعارك إلى جانب قوات «البشمركة» الكردية.
ونقل مراسل الصحيفة، مشاهدته لجنود أميركيين خلال معركة وقعت في ناحية زمار بين «البشمركة» ومسلحي «داعش»، حيث اجتاحت سيارات تويوتا مدرعة المنطقة، وكان يستقلها جنود «غربيون» من «قوات العمليات الخاصة»، إذ إنهم يرتدون «الخصائص البصرية» (أي خوذ الرؤية الليلية) التي تستعملها القوات الأميركية.
كما نقل عن مصدر في «جهاز الاستخبارات الكردية» وقيادة «البشمركة» تأكيده لما رآه، حيث قال إن «القوات الألمانية والأميركية على الأرض هنا»، وأضاف «إنهم يساعدون على تقديم الدعم لنا في الهجوم».
ونقل المراسل عن ضابط كبير في وزارة البشمركة، أن «العديد من المقاتلين الأجانب كانوا من بين المعتقلين» بعد انتهاء هذه المعركة، «بمن في ذلك مواطنون أفغان ولبنانيون».
وفي الشأن الحكومي، أكد رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني ورئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي، ضرورة أن تأخذ الحكومة العراقية الجديدة مطالب جميع المكونات العراقية بالاعتبار، كما شددا على أن تلتزم بمسؤولياتها لمساعدة النازحين وإعادتهم إلى مناطقهم، بحسب بيان صادر عن رئاسة الإقليم.
بدوره، أكد النائب عن «كتلة المواطن» سليم شوقي أن «الكتل السياسية اتفقت على برنامج حكومة رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي وقدمت مرشحيها للوزارات بعد تفاوض دام أياماً عدة بين التحالف الوطني واتحاد القوى والتحالف الكردستاني ولم يتم الاعتراض عليهم»»، فيما أشار إلى خفض سقف مطالب «اتحاد القوى الوطنية»، مرجحاً «إعلان الحكومة خلال الأيام القليلة المقبلة».
إلى ذلك، اقتحم مئات الأهالي الغاضبين من أقارب ضحايا قاعدة «سبايكر»، الذين أسرهم تنظيم «داعش» بعدما استولى على تكريت أثناء اجتياحه عدداً من المحافظات العراقية في حزيران الماضي مبنى مجلس النواب.
وكان التنظيم قد أسر 1700 جندي بعدما غادروا القاعدة، وعرض فيلماً يوثق إعدامات جماعية لهم ورميهم في النهر، وعمليات إعدام جماعي في منطقة صحراوية.
وأكد مسؤول في البرلمان أنه كان من المقرر أن يستمع مجلس النواب، أمس، إلى شهادات أهالي الضحايا لكنهم اقتحموا المبنى بعدما ضربوا بعض الجنود والموظفين الذين حاولوا منعهم، وتتركز مطالب الأهالي على «معرفة مصير أبنائهم ومكان جثامينهم، ومحاسبة الضباط المقصرين في واجبهم من الذين قاموا بتسريح الجنود بدون سلاح وبلباس مدني من القاعدة».
وقرر رئيس مجلس النواب سليم الجبوري عقد جلسة طارئة، اليوم، لمناقشة قضية حادثة «سبايكر» بحضور رئيس الوزراء السابق نوري المالكي وهو القائد العام للقوات المسلحة وكبار القادة الأمنيين.
وفي سياق محاولة إعادة الأمن إلى المحافظات التي اجتاحها «داعش»، أعلن ضابط شرطة في محافظة نينوى أن قوات الأمن تستعد لإعادة تشكيل وحداتها، التي فرت من مدينة الموصل، بهدف إعادة سيطرتها على المدينة مجدداً، وأكد بعد اجتماع مع محافظ نينوى أثيل النجيفي ومدير شرطة نينوى خالد الحمداني في محافظة دهوك، أن «توجيهات نقلت إليهم بإعادة استدعاء عناصرهم وتجميعهم من أجل المشاركة في تحرير الموصل من الجماعات المسلحة»، مشيرا إلى أنه جرى الاتفاق على أن يكون «هناك مقر بديل لهم يتلقى فيه المنتسبون التدريبات والأسلحة والآليات التي سترد إليهم من وزارة الداخلية».
كما ذكر مصدر في محافظة نينوى، أن «داعش» فجر «بعبوات ناسفة مرقد الصاخرجي في محلة باب الطوب وسط الموصل، بالإضافة إلى مرقد الإمام عبد الرحمن في منطقة الطوالب» وسط المدينة أيضاً، وجامع ومرقد عبد الله الباقر الحسني غربي الموصل.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...