الجيش العراقي يفك الحصار عن آمرلي

01-09-2014

الجيش العراقي يفك الحصار عن آمرلي

تمكن الجيش العراقي أمس، من تحقيق إنجاز عسكري كبير على أكثر من محور قتالي مع تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» - «داعش»، كان أبرزها نجاحه في فك الحصار عن قرية آمرلي التركمانية التي يحاصرها التنظيم منذ أكثر من شهرين، بعد عملية عسكرية شاركت فيها قوات «البشمركة» الكردية والمتطوعين العراقيين، وسبقها قصف جوي أميركي على مواقع التنظيم المحيطة بالبلدة، في وقت أعلنت وزارة الدفاع العراقية عن تسلمها دفعة من الطوافات الروسية المقاتلة التي ستشارك في المعارك ضد «داعش».
إلى ذلك واصلت الولايات المتحدة التأكيد على استمرار العمليات العسكرية التي أطلقتها ضد مسلحي «داعش»، وأعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن بلاده ستعمل على تشكيل تحالف دولي واسع خلال قمة «حلف الأطلسي» الأسبوع المقبل في هذا الإطار، كما ذكر عدد من المسؤولين الأميركيين أن بلدهم سيعلن قريباً عن إستراتيجيته في مواجهة التنظيم التي ستشمل سوريا بالإضافة إلى العراق.قوات "البشمركة" الكردية أثناء معارك مع تنظيم "داعش" في بلدة طوزخورماتو في محافظة صلاح الدين العراقية، أمس. (أ ف ب)
وكان كيري قد أعلن، أمس الأول، أن الولايات المتحدة ستستغل قمة «حلف شمال الأطلسي» الأسبوع المقبل، للضغط من أجل تشكيل تحالف من الدول للتصدي لتوغل متشددي تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» - «داعش» الذين يزعزعون الاستقرار في المنطقة وخارجها.
وكتب كيري، في مقال نشرته صحيفة «نيويورك تايمز»، أنه «من خلال رد موحد تقوده الولايات المتحدة، وأوسع تحالف ممكن من الدول، لن يُسمح لسرطان تنظيم الدولة الإسلامية بالانتشار إلى دول أخرى»، لافتا إلى أنه ووزير الدفاع الأميركي تشاك هايغل سيجتمعان مع نظرائهما الأوروبيين لحشد الدعم من أجل تحالف للتحرك ضد «داعش»، مشيراً إلى أن «الهدف هو حشد أكبر مساعدة ممكنة».
كما أكد كيري أنه سيسافر وهايغل بعد ذلك إلى الشرق الأوسط لحشد التأييد من دول متضررة بشكل مباشر من «داعش»، معتبراً أن مقاتلي التنظيم «أظهروا وحشية وقسوة مقزّزة» فيما يحاولون إشعال صراع طائفي على نطاق واسع، معتبراً أن جهود بلاده «ساهمت في ضم عشرات الدول لهذه القضية»، وأضاف أن «الغارات الجوية وحدها لن تتمكن من هزيمة هذا العدو، والمطلوب هو رد قوي جدا من العالم، ونحتاج إلى دعم القوات العراقية والمعارضة السورية المعتدلة، الذين يواجهون الدولة الإسلامية» الذي توسع إلى حدود تركيا ولبنان.
وفي السياق ذاته، أعلن النائب الديموقراطي وعضو لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأميركي دوتش روبرسبرغر أن الإدارة الأميركية قد تكشف «خلال الأسبوع المقبل» إستراتيجيتها إزاء سبل مواجهة تنظيم «داعش».
وردّاً على سؤال لشبكة «سي إن إن» حول ما يجب القيام به في سوريا لمواجهة تنظيم «داعش» قال روبرسبرغر إنه «ليست لدينا معلومات بهذا الشأن في الوقت الحاضر، إلا أننا قد نعلم الأسبوع المقبل ما قد تكون عليه الخطط».
وأضاف روبرسبرغر وهو الرجل الثاني في لجنة الاستخبارات أن «هناك الكثير من المعلومات التي تعتبر سرية ولا يمكن أن تقول للعدو بأنك قادم لمهاجمته»، معبّراً عن اعتقاده أنه «سيحدث انتقال إلى الأفعال الأسبوع المقبل»، مشدّداً على ضرورة أن يكون التحرك بالتعاون مع حلفاء الولايات المتحدة مثل بريطانيا واستراليا وفرنسا وايطاليا وغيرها من الدول التي شاركت في إلقاء مساعدات إنسانية بالمظلات على مدينة آمرلي في العراق.
من جانبه قال رئيس لجنة الاستخبارات النائب الجمهوري مايك روجرز إن «مئات» الأميركيين ذهبوا إلى سوريا للقتال إلى جانب تنظيم «داعش» معرباً عن «القلق الشديد لأننا لا نعرف كل الأميركيين الذين غادروا وتدربوا وتعلموا فنون القتال» هناك، وتابع أنه «كما أننا لا نعلم تماما ما إذا كان البريطانيون يملكون مقاربة جيدة لطريقة مواجهة هذه المشاكل فهناك 500 بريطاني وبضع مئات من الكنديين، وهم يحملون جوازات سفر تتيح لهم التحرك بحرية في الولايات المتحدة»، وختم روجرز بأن ذلك يشكل تهديدا كبيرا جدا.
وتمكنت القوات العراقية، أمس، من كسر الحصار الذي كان يفرضه تنظيم «داعش» على مدينة آمرلي.
ودخلت القوات العراقية إلى المدينة بعد أن نفذ الجيش العراقي مدعوما بمتطوعين، عملية عسكرية كبيرة، أمس الأول، بهدف فك الحصار عن البلدة وبإسناد جوي أميركي.
وأكد مسؤول عسكري أن «طلائع القوات العراقية دخلت إلى مدينة آمرلي من محور قرية حبش جنوب المدينة فيما لا تزال القوات تتقدم من ثلاثة محاور أخرى ولا تزال الاشتباكات عنيفة».
وقال مدير ناحية سليمان بيك المجاورة أن «الجيش والشرطة والحشد الشعبي، دخلوا ناحية آمرلي وفكوا الحصار عن الأهالي المتواجدين بعد أن اشتبكوا مع المسلحين الذين يحاصرون الناحية»، وأضاف أن «عناصر داعش أصبحوا بين قتيل وجريح، فيما فر الآخرون وأصبحت آمرلي محرّرة».
كما أكد أحد سكان البلدة أن قوات الجيش والحشد الشعبي تقدموا نحو وسط المدينة، وأضاف أن «الطريق بين بغداد وآمرلي أصبح سالكا بعد أن كانت قوات داعش تنصب حواجز تفتيش وانتشار على طول الطريق».
واشتركت في العملية إلى جانب الجيش العراقي قوات النخبة وقوات «البشمركة» الكردية ومتطوعون.
وأعلن الجيش الأميركي أن طائراته شاركت في عمليات قصف مواقع مسلحي «داعش».
وأكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) جون كيربي أن «الطيران الأميركي نفذ ضربات جوية «منسقة استهدفت إرهابيي الدولة الإسلامية دعما لهذه العملية الإنسانية»، كما قالت القيادة المركزية الأميركية في بيان أن الطيران الأميركي شن ثلاث ضربات جوية أدت إلى «تدمير ثلاث عربات هامفي وآلية مدرعة تابعة لداعش ونقطة تفتيش ودبابة بالقرب من آمرلي».
كما أعلن «البنتاغون» أن طائرات أميركية شنت غارات جوية جديدة على مواقع لمقاتلي «داعش» قرب سد الموصل شمال العراق، وأوضح أن العملية هدفت إلى دعم القوات الكردية والعراقية وكذلك «حماية بنى تحتية حيوية وطواقم ومنشآت أميركية، إضافة إلى الجهود الإنسانية» التي تشهدها هذه المنطقة.
وقتل عشرة أشخاص في هجومين انتحاريين بسيارتين مفخختين استهدفا مواقع لقوات الأمن، في الرمادي غرب العاصمة بغداد، وقالت مصادر عراقية أن سيارة انفجرت في بناية تستخدمها القوات الخاصة كقاعدة لها، كما انفجرت سيارة أخرى عند حاجز للشرطة والقوات الخاصة.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع العراقية عن وصول طوافات روسية الصنع نوع «مي 28 - صائد الليل»، المقاتلة الحديثة.
وذكر بيان للوزارة أن الطوافات الروسية هي ذات مرونة عالية وتتمتع بكثافة نارية دقيقة، وتحمل أسلحة موجهة ومدافع ومنظومات ملاحية تعمل ليلاً ونهاراً، وهي ستدخل إلى الخدمة للمساهمة في الحرب التي تخوضها، القوات المسلحة العراقية من أجل القضاء على تنظيم «داعش الإرهابي».

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...