التدخل العسكري الأمريكي في سورية تحت غطاء محاربة داعش

28-08-2014

التدخل العسكري الأمريكي في سورية تحت غطاء محاربة داعش

الجمل _ مهراج أورال _ ترجمها عن التركية محمد سلطان:  

بناءً على وثيقة حصلت عليها, سوف تضرب سوريا بحجة تنظيم داعش وسوف تثار الفوضى في إيران خلال شهرين. مصدر الوثيقة أتاح لي تفاصيل كثيرة. وبما أن التفاصيل تتناغم مع سياق التحليلات, فسوف أتحفظ حالياً عن ذكرها.

 مصدر المعلومات يكرر باستمرار أنه سوف يتم معاقبة سوريا بسبب وقفتها المصرة في معاداة الإمبريالية, وسيتم ضرب الجيش السوري لتقوية يد المعارضة المسلحة وشبكات القتل السلفية, ولإبقاء المناطق الحساسة التي سيطروا عليها تحت سيطرتهم, ولتأمين توازنات القوى التي تساعد في ذلك. هذه المحاولة تحمل في طياتها إعادة تصميم وتركيب المعارضة التي تعرضت لضربات موجعة على يد الجيش السوري, حيث سيتم ذلك تحت شعار "وضع الحد لتوسع داعش" بحجة أنه يشكل تهديداً على المصالح الأميركية. ولا يجوز أن ننسى أن هذه الخطة تشمل أيضاً إنجاح مشروع فتح ممر آمن لمصادر النفط والغاز إلى البحر الأبيض المتوسط. هذا المشروع بحد ذاته يتعارض مع مصالح شعوب المنطقة كون أنه مبني على "ثقافة الموت".

 أما في إيران؛ سوف يتم تصدير عناصر داعش إلى مناطق العرب السنة في إيران, وسيتم تزويدهم بأسلحة متوسطة متطورة ليثيرون التمرد والفوضى ومن ثم ستبدأ الصدامات. وأفاد لي المصدر أنه سيستخدم نوع جديد من الأسلحة في هذه المعمعة لم يستخدم سابقاً. كذلك ستدعم الحركات الأثنية في وجه العقيدة الإيرانية القوية المتماسكة لسهولة هزيمتها.

 هذه هي المعلومات. وكأن أحدهم يكتب سيناريو ويتم تنفيذ نصوص السيناريو ضمن استديو.

 إن كاتب هذه العبارات لم يأخذ على محمل الجد أبداً "نظريات المؤامرة". فقام بتحليل النتائج المحتملة بناءً على الطرق السهلة والرخيصة. ولكن الأمر لن يكون كذلك. يتم تجهيز الآلاف من الخطط. وتطور الأحداث هو من يبرز الخطة المناسبة, حيث يتم إعادة النظر في كل شيء. وسرعان ما يتم تطبيق الخطط عن طريق عمل فائق الدقة بدون انقطاع وبدون إشعار أحد بالتغيير الحاصل. هذه لعبة يلعبها الأقوياء فقط.

 وبطبيعة الحال هذا ما يحصل؛ تقوم القوى العظمى بالتدخل بالتطورات غير الخاضعة لرقابتها عن طريق إمكانياتها الرقابية. يحاولون مراقبة كل شيء. ولكي يغطوا على تراجعهم الناجم عن الهزائم التي تعرضوا لها في هذه المنطقة, وكي يعيدوا الإمساك بقبضة التحكم في اللعبة, قاموا باستخدام تنظيم داعش الذي تشكل خدمةً للقوى الإمبريالية. ولكنه بات يلعب مؤخراً, بصفته قوة إرهابية صاعدة, في هزيمة الدول الدمى في المنطقة.

 إن الولايات المتحدة الأميركية التي فشلت في التحكم ومراقبة أزمة المنطقة,زجت بورقة داعش كون أن التطورات لم تصب في مصلحتها بل في مصلحة خط المقاومة. وبذلك تشكل لدينا المعطى الذي يفسر لنا المنحى الجديد الذي اتخذته المشاكل السياسية في المنطقة. فمثلاً نستطيع إضافة معطى الإجازة التي منحتها أميركا لتنظيم داعش في بيع ملايين الدولارات من البترول.

 السهل والصعب:

بوضع الإمكانات المتاحة يسهل إثارة الفوضى في كل مكان, حتى في أميركا. ولكن الحصول على نتائج جدية من خلال إثارة الفوضى, فهذا هو الصعب. وخصوصاً إذا كان الهدف هو النيل من إرادة الشعب. فهذا مستحيل. نحن نعيش في هذه المنطقة "صدام توازنات" من ها النوع.

 إنه لأمر مريح جداً أن تكون في الجانب الآخر من المحيط وخارج حدود اللعبة. إنشاء أسواق الدماء في بلادٍ أخرى. التقسيم وحكم البلاد الأخرى. إجراء عمليات "الأيدي النظيفة". هدم التوازنات الاجتماعية القائمة منذ آلاف السنين باستخدام الفوضويين الخلاقين. الحفاظ على الحكم عن طريق القتل والتدمير. هذه هي الحقيقة الخالصة التي نعيشها في منطقتنا. هذه الحقيقة حولت شعوب المنطقة إلى عمال يقومون بانتاج الصمود والمقاومة. "المقاومة من أجل البقاء على قيد الحياة". ولذلك أصبحت المقاومة تعني الحياة.

 سهل أن يقوم أحدهم بإثارة الفوضى لدى جاره. سهل كذلك الاتفاق مع الدول المجاورة على القتل والتدمير. سهل خلع هذا وتنصيب ذاك باستمرار من دون كلل وملل بهدف التخريب والقتل. مهما كان، فليس هناك مشاكل في بلدك، أو على الأقل تعيش وكأنه لا يوجد مشاكل في بلدك. جارك الذي في هدفك يسجل الانتصارات تلو الآخر بدماء شعبه وجيشه. وأنت تلعب لعبتك مراهناً على الزمن. قمت مرة أخرى، وقمت ألف مرة بالتعاون مع التشكيلات الجديدة لقطع طريق انتصارات جارك الذي يناضل ويقاوم في ساحات الدماء. بعد تراجع الجيش الحر وجبهة النصرة توجهت إلى داعش.

 بدأت السيناريوهات تعرض الواحدة تلو الأخرى دون انقطاع. إذا كان هناك شيء يدعى مؤامرة فهذه هي المؤامرة بحد ذاتها. أي أن تجد الحلول الفورية للتطورات الحاصلة. أي أن تستخدم ورقة داعش عندما تفشل النصرة والجيش الحر.

 وبذلك اضطرت سورية أن تحارب القوة الوحشية التي اريد عن طريقها قطع الطريق أمام انتصاراتها التي تحققها دون أن تجد الفرصة لأن تلتقط أنفاسها وهي تقاوم وتناضل. إن إيران التي، عاشت مرحلة لا بأس بها ضمن راحة وهدوء، تواجه الآن خطر الفوضى من قبل الخلايا النائمة التي ستفيق بناءً للاستراتيجيات التي تم تطويرها. المعلومات تشير إلى ذلك.

 تحاول الدول الإمبريالية والدول الدمى في المنطقة مثل (تركيا وقطر والسعودية وإسرائيل والأردن) أن تشن حملاتها التالية عن طريق تنظيم داعش. إن معاملة تأمين الدعم اللوجستي المطلوب لهذه الشبكة الإجرامية عن طريق عوائد النفط هي وظيفة سهلة وقليلة التكاليف بالنسبة للدول المذكورة. هذا هو بحد ذاته ما يسمونه بعملية "الأيدي النظيفة". هذا ما يدعى بتقديم الخدمة المجانية. ولكن ما يتم حسابه هو إمكانية خروج هذا التنظيم إلى خارج رقابة تنظيم القاعدة. أما مدى إمكانية قيام أميركا بمراقبة هذه اللعبة الجديدة, فذلك مجهول وخصوصاً أنها فشلت بإدارة الأزمة في المنطقة. ولكن بالرغم من كل شيء, تصدع البراغماتية الأميركية ضمن توازنات المنطقة وتأرجحها ضمن الفوضى الخلاقة يمكن اعتباره بأنه انتصار بحد ذاته.

 وكي تصبح مقاومة تنظيم داعش مقاومة حقيقية, يجب على المعطيات الحقيقية أن تتعاون مع الجيش السوري وأن تسانده في حربه هذه. إن خطة ضرب الجيش السوري بحجة داعش ستكون محاولة جهنمية ستخرج كل شيء عن طوره. وهنا ما يجب أن نراه هو أنه لا طريق أمام شعوب المنطقة سوى التضامن والتكاتف والانضمام إلى "خط المقاومة".

 لهذا السبب قلنا أن "المقاومة تعني الحياة". وسوريا سباقة في المقاومة, وهي تقود هذا الخط. وأن تكون سورياً فذلك خارطة طريق الشرف والعزة والكرامة.

 

 موقع: يورومجا هابير

الجمل

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...