صنعاء: الحوثيون يواصلون احتشادهم وهادي يطلق مبادرة "الفرصة الأخيرة"

21-08-2014

صنعاء: الحوثيون يواصلون احتشادهم وهادي يطلق مبادرة "الفرصة الأخيرة"

تابع الآلاف من أنصار الحوثيين، بينهم مسلحون، أمس الاحتشاد عند مداخل صنعاء للمطالبة بإسقاط الحكومة، فيما أطلق الرئيس اليمني عبد ربه منصور مبادرة "الفرصة الأخيرة"، وتتضمن دعوة زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي للتهدئة والمشاركة في حكومة وحدة وطنية.
وكان الحوثي أطلق الأحد الماضي تحركات احتجاجية تصاعدية لإسقاط الحكومة والتراجع عن رفع أسعار المحروقات، ومنح السلطات مهلة حتى الغد متوعدا بخطوات "مزعجة"، ما أطلق المخاوف من اندلاع العنف في صنعاء.
وحذرت الدول الكبرى الحوثيين من أي أعمال عنف، فيما أكد هادي واللجنة الأمنية العليا أن الدولة "ستقوم بواجباتها" إزاء أي إخلال بالأمن.حوثيون خلال تجمعهم على مشارف صنعاء امس (ا ب ا)
وفي منطقة الصباحة عند المدخل الغربي للعاصمة، أقام المحتجون عشرات الخيام فيما احتشد الآلاف من أنصار الحوثيين وحلفائهم من القبائل في المناطق اليمنية الشمالية.
وكان انتشار السلاح بين المعتصمين اقل ظهورا من أمس الأول. وقال المتحدث باسم المخيم أبو علي الأسدي "معتصمون سلميا حتى إلغاء الجرعة (زيادة الأسعار) وإسقاط الحكومة والبديل تشكيل حكومة كفاءات. نحن ملتزمون بالتحرك السلمي، لكن إذا تعرض المعتصمون لاعتداء ستقطع يد المعتدي". وأضاف "ننتظر من هادي أن يغلب العقل، فإسقاط الحكومة مطلب شعبي ونحن ضد الفاسدين في أي جهة كانوا".
ويقع المخيم في الصباحة على بعد كيلومتر ونصف الكيلومتر فقط عن معسكر لقوات الأمن الخاصة، فيما لم تفرض السلطات على ما يبدو أي تدابير أمنية استثنائية في المنطقة. وحلقت طائرة مقاتلة فوق المخيم على ارتفاع منخفض.
وفي منطقة حزيز جنوب صنعاء، أقام المحتجون الذين بينهم مئات المسلحين سواتر ترابية وخنادق كما أقاموا نقاط تفتيش. وأكد شهود عيان أن المحتجين المناصرين للحوثيين أقاموا مخيما كبيرا في منطقة بيت نعم بين صنعاء والمحويت في الشمال.
وتضم تجمعات المحتشدين أعدادا كبيرة من أبناء القبائل الحليفة للحوثيين، والتي قاتلت إلى جانبهم ضد آل الأحمر وأنصار "التجمع اليمني للإصلاح" خلال الأشهر الأخيرة خصوصا في محافظة عمران الشمالية.
وكانت اللجنة الأمنية العليا أكدت، في بيان، أن "المجاميع المسلحة (التابعة للحوثيين) أقامت نقاطا للتفتيش، وقامت بتجهيز عدد كبير من الأطقم المسلحة التي تقل عناصر حوثية" من مناطق يمنية أخرى. وأشارت إلى أن العناصر المسلحة "استخدمت الجرافات والمعدات لإعداد المتاريس والخنادق".
وفي ظل التوتر المتزايد، ترأس هادي اجتماعا وطنيا واسع النطاق، ضم قيادات الدولة وأعضاء مجلس النواب والشورى والأحزاب وأعضاء الحوار الوطني ومنظمات المجتمع المدني والعلماء وقادة الجيش.
ودعا هادي الحوثيين إلى "مراجعة حساباتهم والنظر إلى الأمور بمنتهى الواقعية والمسؤولية، وأن يدركوا العواقب الوخيمة للخروج عن الإجماع الوطني".
وإذ أكد أن الدولة "تحتفظ بحق استخدام كافة الوسائل المشروعة للدفاع عن مكتسبات الشعب ومخرجات الحوار الوطني وحفظ الأمن والسلم الاجتماعي"، إلا انه أضاف "إننا نمد أيدينا للجميع، ونفتح باب الحوار السياسي دوما وأبداً، إيمانا منّا بأن لغة الحوار هي أفضل الخيارات وأسلمها".
وقال مستشار الرئيس فارس السقاف إن الاجتماع الوطني خلص إلى ما يشبه "مبادرة اللحظة الأخيرة" إزاء الحوثيين، إذ تم تشكيل وفد سيزور الحوثي في معقله في صعدة اليوم وينقل له رسالة.
وأشار إلى أن الرسالة تتضمن دعوة الحوثيين "للحوار والتعقل، والمشاركة في حكومة وحدة وطنية بموجب قرارات الحوار الوطني"، إلا أنها "تؤكد استحالة التراجع عن الجرعة السعرية (رفع أسعار المحروقات) لان الدولة ستنهار في هذه الحالة".
واعتبر أن الحوثي "يستثمر معاناة الناس، وان الكرة الآن في معلب الحوثي، والتصعيد أو عدمه مرتبط بكيف سيكون رد الحوثي على المبادرة". واعتبر أن ما وصل إليه الاجتماع هو "إنذار وإبراء ذمة".


 (ا ف ب)

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...