نصرالله: نحن شركاء للمقاومة في غزّة

26-07-2014

نصرالله: نحن شركاء للمقاومة في غزّة

رغم الأخطار والتهديدات الأمنية، أطل الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله شخصيا، في مجمع سيد الشهداء في الرويس، معبرا في «يوم القدس العالمي»، عن التضامن مع الشعب والمقاومة الفلسطينية في وجه العدوان الإسرائيلي، داعيا الحكومات العربية والإسلامية إلى «تبني خيار رفع الحصار عن غزة وحماية القيادة السياسية للمقاومة من الضغوط التي تريد وقف إطلاق النار من دون تحقيق هذا الهدف»، مطالبا بتأمين الدعم المالي والسياسي والمعنوي وصولا إلى العسكري للمقاومة الفلسطينية، وتوجه نصرالله إلى الصهاينة بالقول: «انتم اليوم في غزة في دائرة الفشل، في بيت العنكبوت، فلا تذهبوا إلى أكثر من ذلك إلى دائرة الانتحار والسقوط».نصرالله: غزة انتصرت (مصطفى جمال الدين)
وفي حضور شخصيات سياسية وحزبية وديبلوماسية ودينية وشعبية، أشار نصر الله إلى أهمية إحياء «يوم القدس»، وكشف «أن هناك غرفا سوداء تعمل كي لا تبقى أي صلة بين أي لبناني وأي مصري وأي سوري وفلسطين». موضحا أن «اختيار انتحاريين فلسطينيين في تفجيرات لبنان كان أمرا متعمدا، ويصب في هذا السياق».
أشار الأمين العام لـ«حزب الله» إلى أن الهدف الواضح للمعركة اليوم «هو رفع الحصار والثبات والإبداع والمبادرة في الميدان، ومواصلة قصف الصواريخ تحت القصف الإسرائيلي الهائل، وإيصال الصواريخ إلى أماكن غير مسبوقة، وهذه هي المرة الأولى التي تنطلق فيها صواريخ من داخل فلسطين لتطاول كل أرض فلسطين، فهذا جهد كبير، وهناك ثقة عالية بالله وبالمقاومة، وهناك صمود شعبي. وحتى الآن إن الشعب مع المقاومة، وهناك صمود سياسي ورفض لكل الضغوط الهائلة إقليميا ودوليا. موضحا أن قيادة المقاومة رفضت منذ اليوم الأول وقف إطلاق النار، «وأن العدو يريد ذلك وصولا إلى الهبة الشعبية في الضفة. أما الأمور فستصل إلى فرض معادلات جديدة على العدو تحتاج إلى بعض الوقت، وليس من السهل أن يستسلم نتنياهو، فهناك بعض الحكام العرب الذين يطلبون منه الاستمرار، لكن المقاومة هي ستفرض على الإسرائيلي الحل، وسيصرخ الإسرائيلي طالبا من الأميركي الحل».
ودعا إلى «وضع كل الحساسيات والخلافات والاختلافات حول القضايا الأخرى جانبا، لنقارب جميعا ما يحصل في غزة كمسألة شعب ومقاومة وقضية عادلة لا اختلاط فيها بين حق وباطل، وهنا ليس هناك من التباس ولا يوجد نقاش، غزة الآن بدمائها ومظلوميتها وصمودها وبطولتها يجب أن تكون فوق كل اعتبار».
وأسف لـ«سماع بعض المواقف في الإعلام العربي تحمل المقاومة مسؤولية ما يحصل، ويصل الأمر إلى إعلان البعض التعاطف مع الإسرائيلي، وهذا أمر معيب ومحزن لا بل مخز، أيا كانت الحسابات والحساسيات. في الحد الأدنى من لا يريد أن يتعاطف، ليسكت ولا يحمل نفسه وأمته هذا العار».
وطالب بـ«تأمين الدعم المالي والسياسي والمعنوي وصولا إلى العسكري، ويجب التذكير هنا أن إيران وسوريا ومعهما المقاومة في لبنان على مدى سنوات طويلة لم يقصروا ولم يتوانوا عن دعم المقاومة الفلسطينية بكل فصائلها على كافة المستويات، وهناك اليوم من لا يقوم بأي عمل ايجابي لفلسطين سوى المزايدات، ولا أريد الدخول في أي مهاترات مع أحد، لكن يكفي أن نقارن على مدى عقود ماذا قدم محور المقاومة من أجل فلسطين رغم كل الأعباء والتبعات، وماذا فعل هؤلاء من أجل فلسطين وماذا قدموا في كل الساحات الأخرى التي تخدم إسرائيل وتخدم هدف إسرائيل».
أضاف: «في مواجهة هذا الحدث، نحن في حزب الله كنا وسنبقى نقف إلى جانب كل الشعب الفلسطيني والى جانب المقاومة في فلسطين بكل فصائلها، ونحن لن نبخل بأي شكل من أشكال الدعم التي نستطيعها ونقدر عليها، ونحن نشعر بأننا شركاء مع هذه المقاومة، وانتصارهم انتصار لنا جميعا وهزيمتهم هزيمة لنا، ونقول لإخواننا في غزة نحن معكم والى جانبكم وواثقون من ثباتكم وسنقوم بكل ما يجب أن نقوم به».
وأوضح نصرالله أنه «بعد الاحتلال الصهيوني لفلسطين وسيطرته عليها، كان هم الصهاينة منذ ذلك الحين وهدفهم الأساسي تصفية القضية الفلسطينية واعتبار شعب فلسطين غير موجود وأرضهم كذلك، وأصبحت القدس عاصمة أبدية للدولة اليهودية. وكان الهدف بعد الاحتلال إنهاء القضية الفلسطينية، ولم يكن من الوارد في عقولهم أن يعيدوا شبرا واحدا من أرض فلسطين إلى أصحابها، ولا لاجئا واحدا إلى دياره».
وأفرد نصرالله في كلمته مساحة للحديث عن قضية اللاجئين، إذ أكد أن المحاولات كانت لتذويب اللاجئين في المجتمعات العربية المتعددة، موضحا أن «هذا الخطر لا يزال قائما ويلاحق اللاجئين، كما أن العمل على اختراع قضايا مركزية لكل شعب ودولة لتغييب مركزية فلسطين ومركزية القدس، وفقوا فيه إلى درجة كبيرة جدا، وإن العدوان ليس فاشلا دوما، بل يفشل حين نريد إفشاله».
وشدد على أن رغم كل ما حصل وكل المؤامرات والتحديات بقيت هذه القضية (الفلسطينية) تفرض نفسها على المنطقة والعالم، مشيرا إلى أن ما يجري في غزة الآن شاهد على هذا الاستنتاج.
وقال: «ما نشهده هو تدمير للشعوب والجيوش والدول وتفكيكها نفسيا واجتماعيا وعاطفيا وإيجاد قضايا لا يمكن معالجتها في مئات السنين».
ولم تغب سوريا أو الأحداث العراقية عن كلمة نصرالله، وفي هذا السياق اعتبر أن «سوريا كانت الجدار المتين وستبقى في وجه المشروع الصهيوني، وكانت الحضن الكبير للمقاومة والقضية الفلسطينية. في حين أن، العراق الذي دخل النفق المظلم للأسف باسم الإسلام والخلافة فتهجرت فيه آلاف العائلات المسيحية. والسنة الذين يختلفون مع داعش لا خيار لديهم الا إما البيعة أو الذبح. أما الشيعة فلا خيار لديهم إلا الذبح».
أضاف: «هذا المشهد من تدمير الكنائس ومراقد الأنبياء والجوامع، أخشى أن يجهز النفوس من أجل تدمير المسجد الأقصى، هناك خشية من أن يصبح ذلك أمرا عاديا بالنسبة لتدمير الكنائس والمساجد. أمتنا في أسوأ حال، والمستهدف الأول هو فلسطين».
وتابع: «في هذا السياق، تأتي الحرب الإسرائيلية على غزة، وفي هذا السياق كانت الحرب على لبنان 2006 وعلى غزة في العام 2008، لكن في العام 2006 و2008، كانت النتائج مختلفة واليوم أيضا نحن في لبنان نستطيع أن نفهم وندرك بشكل كامل كل ما يحصل في غزة وما يتعرض له أهلنا في غزة، لأنه نفس ما جرى عندنا في تموز 2006، من حجة خطف المستوطنين الثلاثة وحجة خطف الجنديين، هذه حجج للحرب وليست سببا».
وشدد على أن المستهدف في الحرب القائمة هو سلاح المقاومة وإرادتها، وليس فقط «حماس» و«الجهاد الإسلامي» بل كل المقاومة في فلسطين، وكل نفق وكل صاروخ بل كل دم مقاوم يجري في عروق أبناء أهل غزة.
ولفت نصرالله إلى أن الإسرائيلي «فشل في تحديد إمكانات المقاومة، وهذا فشل استخباراتي وفشل سلاح الجو الإسرائيلي في حسم المعركة، فهذا أمر مهم بالنسبة إلى أهل فلسطين ولبنان».
وأكّد أن هناك فشلا إسرائيليا في المساس بمنظومة القيادة في غزة. كما أنه فشل في وقف إطلاق الصواريخ وفي العملية البرية.

السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...