ليبيا: حرب المطار تشعل طرابلس

21-07-2014

ليبيا: حرب المطار تشعل طرابلس

حولت المعارك الدائرة بين ميليشيات مسلحة للسيطرة على مطار طرابلس الدولي، أمس، العاصمة الليبية إلى ساحة حرب، وسقط أربعة قتلى في أشد دورة عنف تشهدها المدينة منذ سقوط نظام معمر القذافي في العام 2011، ترافقت مع موجة فرار هائلة للسكان تحسباً للأسوأ، في ظل غياب واضح لأجهزة الدولة الأمنية، ما يعكس احتمال توسع رقعة المواجهات لفرض موازين قوى جديدة في العاصمة.
ولم يصمد اتفاق وقف إطلاق النار في محيط مطارتصاعد دخان في المنطقة المحيطة بمطار طرابلس الدولي نتيجة المعارك بين الميليشيات المتحاربة للسيطرة عليه (أ ف ب) طرابلس الدولي، الذي توصل إليه مجلس طرابلس المحلي (بلدية طرابلس) يوم الجمعة الماضي، طويلاً، إذ تفجر القتال بوتيرة أقوى أمس، بين كتائب "ثوار الزنتان" المسيطرة على المطار منذ العام 2011، ومجموعات إسلامية مسلحة بقيادة ميليشيا من مدينة مصراتة غرب البلاد. وتعد كتائب الزنتان الذراع المسلح للتيار الليبرالي في البلاد، وكانت أعلنت تأييدها لـ"عملية الكرامة" التي يشنها اللواء المنشق خليفة حفتر في شرق البلاد ضد الميليشيات الإسلامية المسلحة. وأفاد مصدر مقرب من المفاوضات أن "مشاركة ميليشيات خارجة عن السيطرة في المعارك حالت دون تطبيق الاتفاق".
وبدأت المعارك يوم أمس بهجوم على المطار استخدمت فيه المدافع الثقيلة المضادة للطائرات وصواريخ غراد، لتشمل لاحقاً حي قصر بن غشير القريب من المطار، ما أدى إلى محاصرة العائلات التي تسكن فيه، فيما تمكن بعض السكان من الفرار وسط القتال الدائر حول منازلهم.
وقال شهود عيان إن "المسلحين تمركزوا فوق أسطح المنازل في مواجهة بعضهم البعض"، فيما أفاد آخرون أن "القذائف تسقط على الأبنية من كل الميليشيات المتحاربة..والسكان محاصرون بينهم".
وكان سكان مدينة مصراتة أعربوا صراحة يوم الخميس الماضي عن دعمهم لعملية "فجر ليبيا" التي تستهدف كتائب "ثوار الزنتان"، وذلك بإعلانهم عن إرسال قوات إضافية إلى طرابلس لدعم ميليشيا المدينة التي تقاتل منذ يوم الأحد الماضي للسيطرة على المطار.
وفي ظل استمرار توقف الرحلات الجوية من مطار طرابلس، توجه آلاف الليبيين والرعايا الأجانب أمس إلى مطارين صغيرين في محاولة لمغادرة البلاد. وأقلعت بعض الطائرات من مطار معيتيقة في طرابلس، الذي يستخدمه عادة الجيش الليبي وشركات النفط، إلى جانب تسيير رحلات من مطار آخر يقع على مسافة 210 كيلومترات إلى الغرب من مصراتة.
وفي سياق متصل، أفادت وكالة الـ"أسوشييتد برس" عن تعرض حافلات تنقل أموالاً من مصرف ليبيا المركزي إلى المصارف المحلية في البلاد، في اليومين الأخيرين، إلى هجوم من قبل مسلحين، ما أدى إلى إقفال عدد من المصارف. وكان المصرف المركزي أكد أن المصارف التي أغلقت "سوف تفتح أبوابها مجدداً" أمس، لكن تردي الأوضاع الأمنية حال دون ذلك. كما أفادت وكالة الأنباء الليبية "وال" عن نقص حاد في السيولة في عدة مصارف في أنحاء البلاد.
من جهته، دان اللواء خليفة حفتر في حديث تلفزيوني أمس الأول ما وصفه بـ"محاولة بقايا وعملاء الإرهاب في البلاد تدمير مطار طرابلس وإرهاب المواطنين"، مؤكداً أن "قواتنا في طرابلس تصدت بشجاعة لهجوم الميليشيات". وتوعد حفتر أن "تكون الأيام المقبلة حاسمة مع تصعيد عملياتنا العسكرية".
إلى ذلك، من المتوقع أن تصدر اليوم النتائج النهائية لانتخابات مجلس النواب الليبي التي جرت في 25 حزيران الماضي، بحسب ما أعلنت المفوضية العليا للانتخابات.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...