فشل جديد لقناة الميادين: تبييض صورة العدو على حسابنا

14-07-2014

فشل جديد لقناة الميادين: تبييض صورة العدو على حسابنا

الجمل ـ محمد صالح الفتيح: عندما حط «الربيع العربي» رحاله في سورية، أدرك الجميع ضعف مؤسسات الإعلام السورية، المقروءة والمكتوبة، الحكومية والخاصة على حد سواء، في مواجهة المؤسسات الإعلامية التي تبنت عملية غسيل المخ الجمعي السوري وتسويغ عملية هدم الدولة والمجتمع. كان الاستنتاج الفوري يومها أن الصمود في المعركة على الأرض يحتاج أيضاً إلى الرد على الحرب في الفضاء الإعلامي. كان هذا الهدف الذي انطلقت قناة الميادين لكي تحققه. فالجمهور الذي يؤيد القيادة السورية كان مرتاحاً، بشكل عام، لأداء التلفزيون السوري وقنوات الدنيا وسما والقنوات اللبنانية والعراقية المؤيدة. أما الميادين فكان الدور الذي أُريد لها هو أن تتقدم بخطاب قادر على استعادة الجمهور الذي استقطبته قنوات الجزيرة والعربية وسواها. لا أحد يعلم، في الحقيقة، كم كلفت عملية إطلاق قناة الميادين وكم أنفق عليها خلال العامين الماضيين، ولكن الأكيد أن الكلفة مرتفعة ولاسيما في ظل غياب أي إعلانات تجارية تلفزيونية قادرة على تغطية جزء من المصاريف المرتفعة المعروفة للقنوات الفضائية الإخبارية. ولكن بعد عامين على انطلاق قناة «العالم كما هو»، لايمكن القول أن ذلك الهدف الاستراتيجي قد تحقق، ولو بشكل جزئي، ولكن يمكن القول بثقة أننا قد قدمنا خدمةً جليلةً لأعدائنا من جيبنا. وبأعدائنا أقصد الإسلاميين بكل ألوان طيفهم.
مع إن القناة، عند انطلاقها، لم تبدو صراحة كمنبر إعلامي للإسلاميين أو للإخوان المسلمين،  إلا أنها قدمت الكثير من المفاجآت، لاحقاً، وخصوصاً خلال الأسبوعين الماضيين تحديداً. كانت مفاجأة الجمهور السوريّ بها في البداية عندما قررت هذه القناة الإخبارية، لسبب ما يعجز العقل عن فهمه، أن تقدم لنا برنامجاً للمناجاة في شهر رمضان وأن تختار لتقديم هذا البرنامج منشداً مغربياً، رشيد غلام، لايملك في سيرته الذاتية سوىشهرة حصل عليهامن خلال الأناشيد التي يتطاول فيها على سورية وقيادتها. بالرغم من أن الميادين قد تراجعت عن قرارها هذا لاحقاً، إلا أن القرار كان كافياً لإثارة حفيظة الكثيرين من المتابعين الذين بدأوا التمحيص في ما تقدمه القناة بحثاً عن نمطٍ خفيٍ لم يتم ملاحظته في السابق. وهكذا بدأت تبرز بعض التساؤلات وعلامات الاستفهام. لماذا تقوم قناة تلفزيونية إخبارية، يفترض أن مموليها يتعرضون لحرب شرسة رأس الحربة فيها المتطرفون الإسلاميون والإخوانيون العرب، بتقديم برنامجين أسبوعيين عن القضايا الإسلامية،«أ ل م» و «إسلاميون وبعد»، إضافة إلى الظهور المتكرر، غير المبرر، للكثير من الضيوف الإسلاميين في الكثير من برامج القناة الأخرى. ويجب أن لاننسى أيضاً البرامج الوثائقية والبرامج الموسمية، مثل«رمضان بين الشعوب» و «رمضان بالمصري». هل هذه قناة إسلامية أم قناة إخبارية؟ إذا كانت هناك نية لتقديم برنامج عن مصر، فلماذا يتم اختيار برنامج إسلامي ومصر خارجة للتو من عباءة الإخوان؟ لماذا لم يكن البرنامج مثلاً عن التغييرات التي حصلت خلال العام الماضي منذ أن أُطيح بالإخوان؟ لماذا لم يكن هناك برنامج وثائقي عن مصر عبد الناصر، مثلاً؟ لماذا تناقض القناة نفسها وتعطي حيزاً صغيراً للفكرة التي تقول أن المشير السيسي هو عبد الناصر جديد، بغض النظر عن صحة هذا القول، بينما تخصص حيزاً كبيراً بشكل غير مبرر على شاشتها للإخوان والقادة الإسلاميين المصريين؟ باختصار، لماذا أصبح من الأسهل لمتابع قناة الميادين أن يحصي وجوه الرجال غير الملتحية ورؤوس النساء الحاسرة من أن يحصي الإسلاميين والإسلاميات الذين يطلون علينا عبر هذه القناة؟
إلا أن القناة لم تتوقف هنا فقدجاءت الصدمة الأبرزمع بداية الحرب في غزة. بالرغم من أن هذه الحرب، ودوافعها تثير الكثير من الريبة، إلا أن إدارة القناة قررت تجاوز كل علامات الاستفهام والانخراط في تغطية مباشرة مفتوحة أتت على حساب تغطية الأحداث في سورية والعراق. وبالرغم من أن الوسائل الإعلامية السورية الرسمية وقناة المنار وغيرها قدمت تغطية فاترة للحرب، ولذلك أسباب كثيرة لامجال لمناقشتها هنا، إلا أن قناة الميادين تحولت إلى منبر للناطقين باسم حماس. كان التباين الأبرز مساء يوم السبت عندما نقلت الميادين أن حماس توعدت بإطلاق صواريخ على تل أبيب عند الساعة التاسعة مساء وفتحت بثها المباشر لتنقل الصورة من سماء تل أبيب واستمر الحال لأكثر من ساعة بقليل بينما استمرت قناة المنار في عرض مسلسلاتها الرمضانية! المفارقة هنا أن هناك مؤسستين إعلاميتين في العالم كله تواظبان على ترويج رواية مفادها أن كل مايحصل في غزة، من اطلاق صواريخ وخلافه، على أنه من فعل حماس بالدرجة الأولى، هاتان المؤسستان هما: التلفزيون الإسرائيلي وقناة الميادين! لماذا كل هذا الإصرار على تقديم هذه الفرصة الذهبية لحماس لكي تقوم بتبييض صورتها الملطخة بدماء السوريين؟ وبالمناسبة لماذا لم يتسائل أحد لماذا كانت الميادين هي الوحيدة التي تتجنب الإشارة إلى دور حماس في الحرب السورية وإلى الفلسطينيين القادمين إلى سورية لقتال الجيش السوري؟ هل حماس تسبق الجيش السوري في سلم أولويات الميادين؟ وإذا كانت كذلك فلماذا يتم الاستمرار بتمويلها– وهي التي فشلت، أساساً في تحقيق هدفها الأصلي؟لايمكن تفسير سلوك الميادين على أنه مجرد مثال على التخبط، فقد كانت القناة حريصة على عرض «برومو» يُظهر غسان بن جدو وهو يقوم شخصياً بمتابعة تفاصيل إعداد البرامج المتعلقة بتغطية حرب غزة. فلماذا يفعل بن جدو ذلك؟ هل كانت الـ «يا ساتر» التي خرجت من فيه عندما سمع رفض الرئيس بشار الأسد لوجود الإخوان المسلمين في سورية واحدة من اللحظات الصادقة لبن جدو؟ هل خدعنا بن جدو واعاد إدخال الإسلاميين والإخوان والحمساويين من «الشباك»بينما نحن مازلنا نقاتل لنوصد الباب بوجههم؟ ألم يحن الأوان للقيام بمراجعة شاملة لمسيرة الميادين؟

الجمل

التعليقات

100%--100% حياك الله حضرة الكاتب المحترم! ايران تدعم وتمول أي حذاء أو أي إمعة اخونجي! بن جدو أو ستو وكل طاقمه القادم من الخنزيرة عملاء و جواسيس حتى يثبت العكس! والعكس يمكن إثباته ببساطة: ليتفضل الإخونجي بن جدو ولينشر كل الخفايا التي يعرفها وشارك بها وليعلن على الأقل ندمه واعتذاره من كل قطرة دم سالت في ليبيا وسوريا! الميادين مثل الجديد خنزيرة مصغرة وقنبلة موقوتة مربوطة بساعة "الشيطان الأكبر"!

الفرق بين الميادين و الجزيرة كالفرق بين سما و الدنيا (مع احترامنا لسما و الدنيا)

1- مؤسسي الميادين هم جزيرة سابقون 2- لماذا لم يعترف بن جدو بما اقترفته الجزيرة من آثام؟ 3- لماذا لا تسمي الميادين اسرائيل ب "العدو الاسرائيلي" 4- ماذا يعني شعار "العدالة في فلسطين"؟ 5- لماذا كل هذا التركيز على دور حزب الله في سوريا على حساب الجيش العربي السوري؟ 6- من هو جورج غالاوي؟ 7- من هو الممول؟ أسئلة كثيرة تحتاج للبحث والتمحيص. امبراطوريات الإعلام العالميةالامبريالية لن تدع الجزيرة تسقط و"مردوخ" وأمثاله لديهم حلول كثيرة. يا أعزائي إنها النسخة الجديدة من الجزيرة ولكن بحلة مختلفة وفهمكم كفاية.

In reply to by رائد (لم يتم التحقق)

تمويل القناة ايراني و هي تروج للسياسة الايرانية بين العرب ( بالمعنى الواسع للعرب ) و الروؤية الايرانية تختلف في بعض التفاصيل عن اهتمامات المراقب السوري على العموم لا يمكن كسوريين ان نضع معاييرنا الخاصة و من ثم نطبقها على كل المحطات و كأنها يجب ان تنطق بما نريد نفس الكلام ينطبق عل روسيا اليوم و العالم

أنا من المهتمين بما ينشر في الجمل، لكن هذه المرة أصبت بخيبة أمل كبيرة من هذا التحليل 'السطحي' لرسالة الميادين. هذه الاخيرة قناة إخبارية ترصد الواقع كما هو، و تقدم الواقع كما هو، و لم تقل يوما انها بوق لجهة معينة. الذي قالته بالحرف انها مع المقاومة ضد الاحتلال الاسرائيلي و مع كل من يقاوم هذا الاحتلال. اما فيما يخص الصراعات السياسية الداخلية فهي ليست مع طرف ضد طرف، هي تنقل الآراء المختلفة و للمشاهد حرية تبني الرأي الذي يراه واقعيا. و بن جدو صرح بان القناة لا تتلقى اي دعم من جهة سياسية معينة، و الذي يقدم اي دعم فليسحبه اذا شاء. اما قضية الإسلاميين، فحزب الله إسلامي ، و ايران إسلامية، و حسون إسلامي، و البوطي إسلامي، و كلهم مع الدولة السورية و قدموا من التضحيات ما لم يقدمه بعض العلمانيين و أنصار اجتثاث الدين الذين لا يحسنون غير التنظير و كلام اخر الليل. اما الاخوان المسلمون و السلفيون فلم أر لهم أثرا على قناة الميادين !!!!

من بين جميع الإعلاميين لم يتم إختيار إلا خريجي الجزيرة ليقودوا نهضة الإعلام المقاوم ويفضل من خريجي الجزيرة من كان إسلامياً أو قريباً من الإسلاميين . سبحان الله كم يعجبني المثل الشعبي : " جبنا الدب لكرمنا " . سؤال على الهامش : هل هناك خطة يا ترى لإنشاء محطة الميادين 2 ليعمل بها فيصل القاسم ومحمد منصور ؟!

أنا من المهتمين بما ينشر في الجمل، لكن هذه المرة أصبت بخيبة أمل كبيرة من هذا التحليل 'السطحي' لرسالة الميادين. هذه الاخيرة قناة إخبارية ترصد الواقع كما هو، و تقدم الواقع كما هو، و لم تقل يوما انها بوق لجهة معينة. الذي قالته بالحرف انها مع المقاومة ضد الاحتلال الاسرائيلي و مع كل من يقاوم هذا الاحتلال. اما فيما يخص الصراعات السياسية الداخلية فهي ليست مع طرف ضد طرف، هي تنقل الآراء المختلفة و للمشاهد حرية تبني الرأي الذي يراه واقعيا. و بن جدو صرح بان القناة لا تتلقى اي دعم من جهة سياسية معينة، و الذي يقدم اي دعم فليسحبه اذا شاء. اما قضية الإسلاميين، فحزب الله إسلامي ، و ايران إسلامية، و حسون إسلامي، و البوطي إسلامي، و كلهم مع الدولة السورية و قدموا من التضحيات ما لم يقدمه بعض العلمانيين و أنصار اجتثاث الدين الذين لا يحسنون غير التنظير و كلام اخر الليل. اما الاخوان المسلمون و السلفيون فلم أر لهم أثرا على قناة الميادين !!!!

لماذا حضرة الكاتب المحترم لا تطرح هذه التساؤلات على الرئيس الاسد الذي وبخ السوريين لموقفهم السلبي من حرب غزة ثم من قال لك ان السيسي او " القوميين العرب" افضل ممن تدعوهم بالاسلاميين ... اني لا ارى فيهم سوى مرتزقة (الجمل): فلسطين مازالت بوصلة السوريين ولم يسبق للأسد أن وبخنا على وطنيتنا..

منذ اللحظات الأولى للميادين .. كان واضحاً أنها الإصدار الجديد لقناة الجزيرة .. نفس النتاج لمهندسي الدراسات السيكولوجية والصوتية واللونية والإخراجية الذين يديرون الجزيرة .. ولم يكونوا بارعين أبداً في التمويه والإخفاء. .

أحيانا أتأمل بقدرة الله عز وجل اللامحدودة في إدارة حركة الكواكب والأجرام السماوية وأضيع في سر هذه القوة الربانية التي لا يمكن لبشر أن يتصورها ، وأحيانا أشاهذ قناة الميادين وكم لديها من أذرع طويلة في أصقاع الأرض وأضع غسان بن جدو في الميزان فأحتار من أين له القدرة على التمويل فأضيع وأتساءل : من هي هذه القوة التي فتحت كفها للسيد بن جدو ؟؟؟ . على ذكر قناة الجديد ف حالي وإياها ك حال آكل الحلويات في منامه الذي ينتهي بالتقيؤ .

لا يختلف أثنان على حمق مشاركة عناصر من حماس في الحرب الصهيونية الأمريكية على سوريا. غير أنّه لو أدار السوريون الذين ينتمون إلى محور المقاومة للمشروعين الصهيوني والامبريالي الظهر للمقاومة بحجة انتماء المقاومة للإخوان فلا معنى لكل هذا الصمود الأسطوري السوري ضد أخطر حلقة من حلقات المؤامرة على سوريا والمنطقة العربية.

إلى الأخ "الواقع كما هو": هل تريد من"البوق" أن يصرح أنه بوق؟؟؟!!! الخنزيرة نفسها تدعي أنها ليست بوقاً لآل ثاني و اسرائيل فهل نصدقها؟؟!!! إنهم أذكى وأكثر حنكة ودهاء ومكر مما نتصور. أنت تقول أن الميادين "مع المقاومة ضد الاحتلال الاسرائيلي و مع كل من يقاوم هذا الاحتلال" أليست سوريا أول المقاومين لهذا الإحتلال وبسبب ذلك تتعرض لهذاالعدوان الهمجي والذي كانت حماس أحد أشد أدواته ايلاماً وإجراماً وغدراً ؟! هل تسكت الميادين أم تفضح كل من يساهم بهزيمة المقاومة و محورها؟ أم أن تعليمات ودولارات ايران التي تمالئ الإخونجيين( ومن ضمنهم حماس) وتعتبرهم"صحوة" هي الأقوى ؟!!

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...