واشنطن تطلب من إسرائيل حماية المسلحين في الجولان والجهاديين يهددون بإشعال صراع العشائر

12-04-2014

واشنطن تطلب من إسرائيل حماية المسلحين في الجولان والجهاديين يهددون بإشعال صراع العشائر

عزز هجوم تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) على مدينة البوكمال في دير الزور خلال اليومين الماضيين، لانتزاع السيطرة عليها من «جبهة النصرة»، من حدة الانقسام بين عشائر المنطقة، ما ينذر باندلاع حرب ضروس، قد تفاقم حريق الأزمة السورية، وتمتد إلى العراق نتيجة التداخل بين عشائر البلدين، بالإضافة إلى تواجد «داعش» على طرفي الحدود، فيما تواصلت الاشتباكات العنيفة بين القوات السورية والمسلحين في حلب، واستمر سقوط قذائف الهاون على دمشق.
وكان بارزاً، أمس، ما كشفته صحيفة «وورلد تريبيون» الأميركية من أن واشنطن طلبت من إسرائيل استهداف القوات السورية في الجولان، لحماية مسلحين دربهتم الاستخبارات الأميركية «سي آي إيه» في الأردن، لكن تل أبيب، بحسب الصحيفة، رفضت ذلك خوفاً من نشوب حرب إقليمية يريدها «حزب الله» وإيران.مسلحان اسلاميان خلال استعدادهما لمهاجمة حي الراموسة في حلب امس (رويترز)
ونقلت الصحيفة عن مصادر ديبلوماسية غربية قولها إن إدارة الرئيس باراك أوباما حثت إسرائيل على وقف تقدم الجيش السوري في اتجاه مسلحين أشرفت على تدريبهم في الأردن وكالة الاستخبارات الأميركية ووصلوا في آذار الماضي إلى مقربة من الجولان المحتل.
وأوضحت المصادر أنّ هذا الطلب الأميركي الأول من الجيش الإسرائيلي للتدخل في سوريا، مضيفة أن أوباما ومساعديه كرروا تحذير اسرائيل من رفض ضرب سوريا، التي ترسل صواريخ بعيدة المدى وأنظمة دفاع جوي الى «حزب الله» في لبنان. وقال مصدر آخر للصحيفة إن «ضربة (إسرائيلية) ستقود إلى حرب إقليمية، من النوع الذي ترغب فيه إيران وحزب الله في الوقت الراهن».
وأعلن مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة في جنيف أليكسي بورودافكين أن «الأزمة في أوكرانيا لم تؤثر في قرار موسكو وواشنطن التعاون في ما يتعلق بالأزمة السورية». وقال «كان لدي قبل فترة لقاء مع المندوب الأميركي الجديد حول سوريا ديفيد روبنشتاين، وتحدثنا حول الموضوع، كما خلصنا إلى رأي مفاده أن من الضروري استئناف عملية المفاوضات السورية». وأضاف «لم يكن لدي أي انطباع وكأن الأزمة الأوكرانية أثرت على القرار الأميركي في التعاون مع روسيا في ما يتعلق بمسألة تسوية الأوضاع في سوريا».
وهدأت حدة المواجهات في المنطقة الشرقية بين مسلحي «داعش» و«جبهة النصرة»، ومن معهما من الكتائب والعشائر، بعد أن سقط عشرات القتلى والجرحى، ودخلت تغييرات على خريطة دير الزور من حيث الفصائل المسيطرة على كل منطقة.
ففي البوكمال، التي وصف النشطاء ما جرى فيها بأنه أضخم مجزرة تتعرض لها المدينة منذ بدء الأزمة السورية، قال مصدر، إن لمسات القائد العسكري لـ«داعش» عمر الشيشاني كانت واضحة في الهجوم، موضحاً أن «داعش» لم يكن يهدف من «الهجوم البَرْقي» فرض سيطرته على المدينة، وإنما توجيه رسالة إلى كل من يعنيه الأمر «أننا نستطيع غزوكم وتأديبكم أينما كنتم».
وذكر مصدر محلي، أن غالبية القتلى هم من «جبهة النصرة» ولواءي «القادسية» و«عمر المختار». وبعد انسحابهم تمركز عناصر «داعش» في المنطقة الصناعية التي تبعد 3 كيلومترات عن مركز مدينة البوكمال المهددة بحرب عشائرية خطيرة، بسبب انقسام ولاء العشائر فيها بين «النصرة» و«»داعش» و«الجيش الحر»، وتراكم موجبات الثأر والانتقام بين بعضهم البعض بعد استفحال أعمال العنف والسرقة.
وثمة معلومات أن قرية القورية لن تكون لـ «داعش»، لا سيما على خلفية الانقسام العشائري، حيث أن غالبية الأهالي من عشيرة القرعان المتعاقدين مع عشيرة العقيدات المعروفة بتحالف معظمهما مع «جبهة النصرة». يؤكد ذلك ما ذكره مصدر محلي من القورية،  أن العديد من وجهاء المدينة يرفضون خطوة «لواء القعقاع» بمبايعة «داعش»، ومنهم من وجه إنذاراً إلى قائد «اللواء» بوجوب مغادرة المدينة مع أصدقائه «الداعشيين» خلال 24 ساعة، الأمر الذي يشير إلى أن المدينة قد تكون مقبلة على جولة جديدة من العنف، وربما تغرق مثل مدينة البوكمال في بحر الخلافات العشائرية.
في هذا الوقت، تشير معطيات إلى إمكانية حصول تسوية في مدينة حمص، وتحديداً الأحياء القديمة المحاصرة، قد تجنب المنطقة عملية عسكرية للقضاء على آخر مواقع المسلحين. ويقول نشطاء إن عدداً من المقاتلين غادروا إلى مناطق تحت سيطرة المعارضة، لكن الحصار عليها أقل شدة من أحياء الخالدية وباب هود وجورة الشياح والوعر، أو حتى الريف الشمالي كالرستن وتلبيسة.
وفي دمشق، سقطت قذائف هاون في أحياء القصاع والبرامكة ومدخل حديقة تشرين في ساحة الأمويين، وذلك بعد يوم من سقوط أكثر من 70 قذيفة على العاصمة، في اكبر تصعيد ميداني تشهده منذ أشهر.
وتواصلت الاشتباكات على محاور الراشدين والليرمون والعامرية في حلب. وأكدت مصادر المعارضة أن المقاتلين ما زالوا على مشارف مقر الاستخبارات الجوية في حي جمعية الزهراء، وأنهم «سيطروا على مبنى للهلال الأحمر ودوار المالية». وأعلنت «غرفة عمليات أهل الشام» قطع الطريق الواصل من خناصر إلى الراموسة، وهو طريق الإمداد الذي يصل الريف الجنوبي بالمدينة، فيما نفت مصادر موالية الخبر مؤكدة أن الجيش يسيطر بشكل كلي على المنطقة.

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...