الإرهاب السعودي يتنكر بزي منحة للجيش اللبناني

04-01-2014

الإرهاب السعودي يتنكر بزي منحة للجيش اللبناني

الجمل- فينيان كانينغهام- ترجمة: رندة القاسم:
تمثلت آخر وسيلة تحايل في  العلاقات العامة  عبر "منحة" الثلاثة مليارات دولار التي قدمها الملك السعودي عبد الله الى الجيش اللبناني. و احتفت وسائل الاعلام الغربية بالمبلغ السعودي، الذي يساوي ضعفي الموازنة الوطنية العسكرية في لبنان، على اعتبار أنه منحة لضمان أمن لبنان من الهجمات الارهابية الحالية.
الاعلان كان خلال زيارة قام بها الى الرياض الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ، الذي التقى الملك السعودي و وكيله اللبناني سعد الحريري. والمساعدة العسكرية السعودية الجديدة للبنان مرتبطة بشرط انفاقها على شراء أسلحة فرنسية. و بهذا تكون قد تكشفت خطة تلك الصفقة الرخيصة. فاللاعبون السياسيون المذكورون أعلاه قد قاموا بالكثير من أجل زعزعة استقرار لبنان بالعنف،  الذي تُلقى مسؤوليته الآن على الأشخاص الخطأ و هم حزب الله،  و ذلك بفضل الأيادي الخفية للملياردير الحريري المبعد الى باريس.الرئيس الفرنسي مع ولي العهد السعودي سلمان بن عبد العزيز في القصر الملكي في الرياض في 30- 12- 2013 (أ ف ب)
السعودية ، واحدة من الرعاة الأساسيين للإرهاب، تتقدم الآن بمساعدة عسكرية ك "هدية" تساعدها على أن تؤثر على الجيش اللبناني بحيث يلاحق عدو السعودية حزب الله.و هذا التدخل الماكر من قبل السعودية في الشؤون الداخلية اللبنانية  قد يثير مستقبلا توترا طائفيا بين السنه و الشيعة في بلد لا يزال يتعافى من خمسة عشر عاما من الحرب الأهلية.و اضافة الى كل هذا، تقف فرنسا، الراعي الآخر للقمع و الارهاب في المنطقة، لتتلقى مبلغا سخيا لبيع الأسلحة يصل الى ثلاثة مليارات دولار.
و في هذا الأثناء تمنح وسائل الاعلام الغربية مظهرا محترما لهذه التمثيلية الخسيسة، و من الصاعق حقا كيف تستطيع هذه الوسائل القيام بهذا التحريف.
الأموال السعودية الملوثة بالدماء و رعايتها للإرهاب تؤدي إلى أعمال شيطانية في سورية و العراق و لبنان و اليمن و باكستان بل و حتى المنطقة الجنوبية الشرقية في ايران.و الأكثر من ذلك، يمكن تقفي آثار الارتباطات الارهابية السعودية في الانفجار المضاعف في مدينة فولغوغراد جنوب روسيا حيث قتل أكثر من ثلاثين شخصا. و في تشرين الأول ، قتل مفجر انتحاري ستة في هجوم على باص في فولغوغراد، و تعرضت مدن أخرى الى هجمات قاتلة في داغستان الروسية خلال الأشهر الماضية.
الشيشانيون المرجح قيامهم  بهذه الهجمات ، بقيادة دوكو عمروف المرتبط بالسعودية، متورطون أيضا في اشعال الحرب الارهابية في سورية بتمويل سعودي.
هذا مع الأخذ بعين الاعتبار أن مسؤول التجسس السعودي الأمير بندر قام قبل بضعة أشهر فقط بتوجيه تهديد مبطن الى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مفاده أن الألعاب الأولمبية الشتوية في سوتشي الروسية تقع تحت خطر أعمال تخريب، و من المفترض افتتاح هذه الألعاب في السابع من شباط 2014.
و برغم خلفية الأذى المرعبة برعاية السعودية و الممتدة من المتوسط الى قزوين الروسي ، نجد أنفسنا أمام هذه المبادرة السعودية السخيفة . اذ قيل بأن الملك السعودي عبد الله سيمنح ثلاثة مليارات دولار لمساعدة الجيش اللبناني لتعزيز أمنه. و ذكرت فرانس 24 بأن "الدعم العسكري سيساعد الجيش اللبناني على محاربة مجموعات مثل حزب الله، الذي سبب موجة عنف في البلد".و هذا التصريح تشويه مضحك للحقائق. فلبنان بالفعل شهدت موجة من العنف في الأشهر الأخيرة، و لكن الضحايا الأساسيين كانوا حزب الله و الشيعة في جنوب بيروت و بعلبك . و المصدر الرئيسي لسفك الدماء في لبنان مجموعات مرتبطة بالسعودية و اسرائيل و الاستخبارات الغربية. فعلى سبيل المثال اعلن لواء عبد الله عزام المدعوم من السعودية مسؤوليته عن تفجير السفارة الإيرانية في بيروت في التاسع عشر من تشرين الثاني و الذي أودى بحياة اثنين و ثلاثين شخصا بما فيهم الملحق الثقافي الايراني ابراهيم أنصاري. و لهذا فان سخاء الملك السعودي من أجل "تحسين الأمن" في لبنان يجب أن يلقى السخرية في وسائل الاعلام عوضا عن المديح. و لكن وسائل الاعلام الغربية تقوم بواجبها  المتمثل بتحريف الحقائق.
و تظاهر الملك عبد الله بالشهامه كان بعد يومين من اغتيال السياسي اللبناني السني البارز محمد شطح في تفجير استهدف سيارته في العاصمة بيروت صباح الجمعة. و كانت وسائل الاعلام الغربية سريعة في القاء الضوء على ادعاءات سعد الحريري، السياسي اللبناني المدعوم من السعودية، و القائلة بأن حزب الله يقف وراء اغتيال شطح، و كذلك اتُهمت حكومة الرئيس السوري بشار الأسد بالجريمه. و ما من دليل لنسب اغتيال شطح لحزب الله سوى التخمين المسيس. و بدورهم قام كل من حزب الله و حلفائه السوريين و الايرانيين بشجب الجريمه. و لكن هناك أدلة ظرفية قوية على أن تصفية شطح كانت على يد حلفائه الجيوسياسيين كوسيلة لاثارة المزيد من التوتر الطائفي في لبنان. اذ أن تنفيذ  الجريمة كان بحاجة الى توقيت دقيق و معرفة موثوقة بخط جولته، و قد كان في طريقه للقاء أعضاء من مجموعة 14 آذار بقيادة الحريري.
هذا النمط من اثارة الصراع الطائفي بين السنه و الشيعة و المسيحيين كان سمة السعودية و اسرائيل و الاستخبارات الغربية العاملة على زعزعة استقرار سورية و العراق خلال الأعوام الثلاثة الماضية. و هذا الانفاق المتبجح من قبل السعودية من "أجل زيادة الأمن في لبنان" ليس سوى كذبة علاقات عامه من أجل التغطية على المصدر الرئيسي للعنف في البلد ، و بنفس الوقت منح النفوذ العسكري في الرياض الفرصة لتتبع حزب الله ضمن لبنان. و هذا يتبع عطاء أكبر وصل الى مائة مليون منحتها السعودية الى مركز مكافحة الارهاب التابع للأمم المتحدة في آب الماضي. هذه المنحة كانت في نهاية شهر رمضان  المقدس كهدية من خادم الحرمين الشريفين.
و في الأسابيع الأربعة السابقة لهذه المنحة، قتل حوالي ألف عراقي في هجمات ارهابية قامت بها مجموعة مرتبطة بالقاعدة و ممولة من السعودية اسمها الدولة الاسلامية للعراق و الشام. و هذه المجموعة نفسها تورطت بفظاعات مشابهة في سورية المجاورة الى جانب ما يسمى جبهة النصرة و لواء التوحيد و أحرار الشام و كلهم برعاية السعودية.
الحقيقة الصرفة هي أن هذه الدماء التي تغمر العراق و سورية و تزداد الآن في لبنان، و كذلك في دول مثل اليمن و روسيا، ما كانت لتراق لولا تدفق الأموال الدموية من المملكة العربية السعودية..


*بقلم الصحفي الايرلندي فينيان كانينغهام
تُرجم عن Press TV

الجمل

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...