انتبهوا المواقع الإباحية تضر الحياة الجنسية
بينت دراسة بريطانية حديثة، أن ثلث المجتمع الإنجليزي يستخدم المواقع الإباحية على الإنترنت، مما ينعكس سلبا على العلاقة الجنسية الزوجية، وتؤدي إلى حدوث جرائم عنف واستخدام المخدرات، كما وجدت دراسة بريطانية أخرى، ارتفاع معدلات الوفيات عند الرجال في سن 20 ـ 40 عاما نظرا لإدمانهم على تلك المواقع.
حذرت الدكتورة أماندا روبرتس، كبير محاضري الطب النفسي في جامعة لندن وعضو الكلية الملكية للأطباء النفسيين في بريطانيا، من تأثير السلبي للإباحية على المجتمع، حيث ثبت أن أكثر من ثلث المجتمع الإنجليزي يستخدم المواقع الإباحية على الإنترنت، وحسب دراسة (فوم 2003) فإن هناك زيادة مضطردة في نسبة حدوث جرائم العنف واستخدام المخدرات بسبب الإدمان على تلك المواقع. وفي دراسة (هوايت / مركز الإحصاء الوطني ببريطانيا عام 2003). وُجد أن نسبة عالية من الرجال في سن 20 ـ 40 عاما تزداد معدلات الوفيات لديهم نظرا لاستخدامهم تلك المواقع وفي دراسة للدكتورة أماندا روبرتس، أجرتها على شريحة من الرجال من الفئة العمرية بين 18 ـ 34 بينت النتائج الأولية أضرار مماثلة، سواء بصحة الرجل أو تعرض المرأة للعنف أو لشل الحياة الزوجية. أما البروفيسور كام ديب بوي، أستاذ الطب النفسي بجامعة لندن، ورئيس قسم الطب بمستشفى لندن الملكي، عضو الجمعية الملكية البريطانية، فقدم منظومة متكاملة لكيفية تدريب الكوادر الصحية للتعرف على هذه المشاكل وتقديم العلاج النفسي والسلوكي لهذه الشريحة من المرضى من خلال منظور اجتماعي ديني أخلاقي يتناسب مع ظروف كل مجتمع.
ويأتي الكشف عن هذه الدراسات وغيرها مع تسليط الضوء على سمات العلاقة الجنسية الطبيعية والمضطربة، في المؤتمر السادس للطب النفسي، الذي أقامه نهاية شهر آذار مستشفى باقدو والدكتور عرفان العام في جدة، بالتعاون مع الجمعية السعودية للطب النفسي، والذي يحمل عنوان «العلاقات الزوجية رؤية علمية اجتماعية». ويرى القائمون على تنظيم المؤتمر أن هذا الموضوع فرض نفسه نظرا للتغيرات السريعة والمتلاحقة في نظم العولمة والسماء المفتوحة للفضائيات، التي أدت إلى ظهور تأثيرات لسلبية على العلاقة بين الرجل والمرأة ، وقد آن الأوان لاتخاذ المبادرة لفتح حوار في هذا الموضوع الشائك من خلال رؤية علمية اجتماعية أخلاقية دينية درءا لخطره . وقد وضعت اللجنة العلمية للمؤتمر "نصب أعينها نقل الوضع الحقيقي والعلمي لتلك المشاكل والاضطرابات حسب تشخيص الأمراض النفسية الصادرة عن منظمة الصحة العالمية دامجةً الخبرات المحلية والعربية بالمؤثرات الغربية تحسبا لتأثير وانتشار تلك المشاكل في مجتمعاتنا.
تضمن المؤتمر ثلاث جلسات علمية بالإضافة إلى ورشة عمل ، توزعت موضوعاتها على أربعة محاور تناولت مشاكل الجنسية بين الرجل والمرأة ه فبالرغم من سهولة وتوفر طرق العلاج النفسي السلوكي دون الحاجة لاستخدام العقاقير الطبية، ما يزال كثيرون تخجلون من عرض مشاكلهم. وكذلك أمراض ناجمة عن التخبط وعـدم الوضوح لدى الفرد في نوعية الجنس الذي ينتمي إليه، إلى جانب مناقشة مجموعة من الأمراض متفاوتة الخطورة على المجتمع كـ «أمراض الشذوذ الجنسي» التي تغير اسمها في الغرب إلى «التفضيل الجنسي» بمعنى آخر اعطاء حرية الاختيار للفرد لمن يرغب أن يعاشره. وأمراض أخرى كالسادية والمازوخية ، والأمراض النفسية والسلوكية النابعة من عدم وضوح أسلوب التربية لدى الطفل في مرحلة مبكرة من العمر.
وتعتبر الدورة السادسة للمؤتمر استكمالاً لمنظومة مهنية تتابع ما تم طرحه في الدورات السابقة التي بحثت في موضوعات شملت أمراض القلق النفسي: الاكتئاب وكيفية تشخيصه وعلاجه مبكراً، أحدث الأساليب العلمية في فهم وعلاج الأمراض الذهانية. بالإضافة إلى الطب النفسي التواصلي وإدخال هذا الفكر الحديث في ربط الأمراض العضوية والأمراض النفسية في منظومة متكاملة لتقليل معاناة المريض النفسية في معظم الأمراض العضوية.
عن الشرق الأوسط بتصرف
إضافة تعليق جديد