وفاة العماد حكمت الشهابي

06-03-2013

وفاة العماد حكمت الشهابي

نعت سوريا، أمس، رئيس هيئة الأركان الأسبق في الجيش السوري العماد أول حكمت الشهابي، عن عمر يناهز 82 عاما، وذلك في مهجره الاختياري في ولاية كاليفورنيا في الولايات المتحدة.

ونعت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية، في بيان نشرته وكالة الأنباء السورية (سانا)، «العماد أول المتقاعد حكمت الشهابي رئيس هيئة الأركان الأسبق الذي وافته المنية صباح اليوم (أمس)».
وكان الشهابي قد بدأ مسيرته كرئيس للاستخبارات العسكرية وتولى بعد حرب تشرين الأول العام 1973 مع الاحتلال الإسرائيلي رئاسة الوفد السوري إلى مفاوضات اتفاق فض الاشتباك بين الطرفين.
ولد الشهابي في العام 1931 في بلدة باب الهوى في ريف حلب، وتلقى دراستهحكمت الشهابي (ارشيف «جريدة السفير») فيها قبل التوجه إلى الكلية العسكرية، وترقى في الرتب والمسؤوليات في صفوف الجيش والقوات المسلحة حيث ترأس الاستخبارات العسكرية منذ بداية السبعينيات، والتي قادته لترؤس الوفد السوري المفاوض مع إسرائيل لقوات فض الاشتباك في العام 1973، وصولاً إلى منصب رئيس الأركان في العام 1974 حتى مغادرته في العام 1998، وذلك في سلسلة تغييرات أجراها الرئيس الراحل حافظ الأسد قبل وفاته بعامين.
وبعد عامين في حلب، غادر الشهابي إلى أميركا التي يقيم فيها ابنه حازم، والذي شغل منصب قنصل فخري لسوريا في لوس أنجلس، ليعود في العام 2008 ويقضي وقته بين منزليه في حلب ودمشق، وذلك قبل مغادرة أخيرة إلى حيث وافته المنية.
ويعتبر الشهابي من رجال الدولة الذين تتكئ على ذكراهم الكثير من الروايات التاريخية عن فترة حكم الرئيس حافظ الأسد، بدءا من حرب تشرين في العام 1973 ودخول لبنان في العام 1975 وصولا إلى الصراع مع حركة الإخوان المسلمين في سوريا في بداية الثمانينيات.
وعرف الرجل بعلاقاته الوثيقة بأطراف لبنانية عديدة، وتنسيقه طويلا الشؤون اللبنانية في سوريا. كما سبق لمنافسه في الجيش العماد مصطفى طلاس أن اتهمه بأنه «رجل أميركا في سوريا» وهو قول لم يزعزع مكانته لدى الحكم في دمشق، خصوصا أنه تجنب مسار الانشقاق الذي سار به نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام في العام 2005، ورفض الانضمام إليه، بل أرسل رسالة رسمية عززها بظهور إعلامي قصير أعلن فيه تضامنه مع القيادة السورية. وينسب لابنه الأكبر حازم، الذي يحمل الجنسية الأميركية، دور في نسج علاقة جيدة بين الحكم في سوريا وبعض القيادات الأميركية، يقال إن من بينها السيناتور السابق ووزير الخارجية الحالي جون كيري.
ويصف ضباط سبق وعملوا مع شهابي شخصيته بالقوية، وبأنه كان متشددا في إدارته لشؤون الأركان. ويعتبر الراحل من الشخصيات القليلة التي سبق لحافظ الأسد أن زارها في منزلها بعد التقاعد، مرافقا ذلك بإعلان رسمي عن الزيارة التي جرت في حلب، وذلك تكريما لولائه، والتي يبدو أن الرجل بقي عليه حتى وفاته بعيدا آلاف الكيلومترات عن وطنه الجريح.

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...