فشل انتاج سايكس بيكو جديد

07-09-2017

فشل انتاج سايكس بيكو جديد

الجمل ـ بقلم جمال رابعة:

تحت ما سمي بالربيع العربي كان المخطط الذي حمل بين طياته الخراب والدمار والتجزئة والشرذمة، مشروعٌ رسم خطواته جيمس كريغ عام 2004، هدفه الأساس انتاج سايكس بيكو جديد، عبر ولادة حدود جغرافية وهمية تُشكل فيها دول على اساس عرقي او طائفي او مذهبي، لجهة استهداف الدول المستقرة وأنظمتها ذات الموارد المتعددة والغنية و تحويلها الى دول فاشلة، لاعادة تشكيلها وفق المصالح الاستعمارية الامبريالية، من خلال نظرية الفوضى الخلاقة التي اطلقتها كوندليزا رايس، و اشاعة عدم الاستقرار.الوزيران سايكس وبيكو

الصحفية الأمريكية هيلين توماس قبل رحيلها بعدة أيام، كتبت مقالا قائلة: إنني أرى أن بريطانيا سوف تستحضر روح البريطاني ” مارك سايكس ”، وفرنسا سوف تستحضر روح الفرنسي ” فرانسوا بيكو ”، وواشنطن تمهد بأفكارهما الأرض لتقسيم الدول العربية بين الثلاثة، صدقوني إنهم يكذبون عليكم ويقولون: إنهم يحاربون الاٍرهاب نيابة عن العالم وهم صناع هذا الاٍرهاب، والإعلام يسوق أكاذيبهم، لأن من يمتلكه هم يهود اسرائيل. المشهد نراه اليوم من خلال الصراعات، و اشعال الفتنة، و الحروب بعدة دول، حاليا في سوريا و العراق و اليمن و ليبيا و تونس و مصر و لبنان و البحرين و افغانستان و تركيا، و هذا ما يؤكد على ما كانت تسعى وتعمل لتحقيقه رايس عند اطلاقها مشروع ولادة شرق أوسط جديد، و هذه أحلام القادة وفلاسفة العدو الصهيوني

وتضيف الصحفية : اليهود يسيطرون على إعلامنا وصحافتنا ويسيطرون على البيت الابيض، وإن الإسرائيليين يحتلون فلسطين، هذه ليست بلادهم، قولوا لهم ارجعوا لبلادكم واتركوا فلسطين لأهلها، وتتابع القول إنني أرى بوادر حرب عالمية ثالثة، طُبخت في مطبخ تل أبيب، ووكالة الاستخبارات الأمريكية، والشواهد عديدة، أول خطوة، ظهور تنظيمات إرهابية ، بدعم أمريكي لا تصدقوا أن واشنطن تحارب الإرهابيين ، لأنهم دمية في أيدي السي آي إيه. وكما مهدت بريطانية لاحتلال المنطقة وتوزيعها بين قوى الاستعمار، عبر وعود توماس لورانس العرب لجهة اعطاء حرية العرب ووحدتهم ابان الاحتلال العثماني، تم وضع السيناريو الجديد (الربيع العربي)، عبر تسويق التنظيم الدولي للاخوان المسلمين (حصان طروادة) كمنتج ثوري للشعوب ، لكن المستهدف الرئيس في هذا المخطط، كانت إيران الحلقة الأقوى لجهة إدراك الولايات المتحدة صلابة الجمهورية الإسلامية من الداخل، وصعوبة اختراقها كما حدث في باقي البلدان التي لفحتها نار ما سمي بالربيع العربي، عبر أخونة المنطقة، ومن خلال الراعي الاقليمي العثمانيون الجدد، بما يمثله اردوغان وحزبه العدالة والتنمية، علماً أحد فصول هذا المشروع أخطر على الأمن القومي التركي كما يدعي اردوغان حرصه عليه، وحتى يتم ذلك لابد من تدمير الدولة السورية والنتيجة الحتمية، إذا قُدر لهم تحقيق ذلك، هو انهاء قوة المقاومة الاسلامية، الممثلة بحزب الله كقوة اساسية أصبح يحسب لها حساب في المعادلات الاقليمية، وما تشكله من قوة رئيسة رادعة، ومرعبة للعدو الصهيوني واستطالاته العدوانية في المنطقة وما يُؤكد هذا ، كلام ” جيمس وولسي ” رئيس الاستخبارات الأمريكية السابق الذي قال بوضوح: المنطقة العربية لن تعود كما كانت، وسوف تزول دول وتتغير حدود دول موجودة .

وما قاله ” مارك رجيف ” المتحدث باسم العدو الصهيوني: المنطقة على صفيح ساخن، ونحن لن نسكت، وننسق مع أجهزة الاستخبارات في الدول الكبرى للقضاء على الاٍرهاب، وسوف نتدخل معهم لمحاربة الاٍرهاب حتى لو اندلعت الحروب، لنضمن حماية دولتنا. احد أهم هذه الشخصيات والعملاء لتنفيذ هذا البرنامج كان(انجوس ماكين )، عُين قائماً بالاعمال للمملكة المتحدة في سورية عام 2011 كانون الاول، وبعد اغلاق السفارة في دمشق، واصل مهمته في بيروت في شهر اذار 2012، ثم عُين قنصلاً لدولته في كردستان العراق، ثم استدعي من قبل m16المخابرات البريطانية في لندن، حسب ماورد من معلومات في شبكة فولتير.

باعتقادي أن استدعاء المخابرات البريطانية لرجالها في المنطقة، هو اشارة حقيقية من البداية لفشل مخططهم باسقاط الدولة السورية، و الاستمرار في دعم قوى الارهاب الدولي من داعش و اخواتها، لمزيد من استنزاف الدولة السورية و مقدراتها، التي تشكل العقبة الرئيسة في تحقيق هذه الاحلام الصهيوامريكية، مع محور المقاومة الممتد ليشمل طهران وبغداد ودمشق وبيروت وصولاً الى فلسطين المحتلة.

سبع سنوات عجاف من الحرب الظالمة على الدولة والشعب السوري، رُصدت فيها كل الامكانيات وبلا سقوف، امبراطوريات اعلامية ومالية وعسكرية وسياسية، وجيوش بالانابة من عملاء وخونة داخل الوطن وخارجه عجزوا عن تحقيق مشروعهم نتيجة ثلاثية الشعب والجيش العربي السوري والقيادة، التي تميزت بالقوة والصلابة يقف الى جانبها أبطال المقاومة الاسلامية في لبنان ممثلة بحزب الله، والقوات الصديقة والرديفة من إيران وروسيا، و الانتقال من نصر الى نصر عبر الجغرافية السورية و العراقية و اللبنانية، وقد تُوج مؤخراً بنصر عظيم عبر ثلاثية الجيش العربي السوري، والمقاومة اللبنانية، والجيش اللبناني، تجلى ذلك في يوم التحرير الثاني للجرود والقلمون، وقد أكد هذا النصر العظيم على الارهاب الدولي من صنع الارهاب ورعاته أنفسهم، أمثال روبرت فورد السفير الاميركي السابق في سورية، بقوله ( إن الرئيس السوري بشار الاسد انتصر و سيبقى في السلطة)، كل ذلك يؤكد بما لا يدع للشك، فشل مشروعهم الغربي في المنطقة، و اعترافات المسؤولين الغربيين، وما اعتراف المستشارة الالمانية انجيلا ميركل بقولها : تنامي قوة الرئيس بشار الاسد في بلاده، مشيرة إلى أن ذلك لا يروق للغرب، وماجاء على لسان الرئيس الفرنسي ماكرون في المؤتمر السنوي للسفراء الفرنسيين، اذ اعتبر لدى فرنسا هدفا مشتركا مع ايران و تركيا و روسيا لجهة دحر داعش و أضاف:إن اجتثاث الارهاب، يمر أيضاً عبر تجفيف مصادر تمويله. تقصدت الاطالة و الشرح وعرض العديد من التصريحات، لبيان ماهو المقصود بالفوضى الخلاقة، وكيف تم إلباس مشروعهم الشرق أوسط الجديد جلباب الربيع ووهم الثورات.

*عضو مجلس الشعب السوري

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...