سورية: حرب الناتو "الإنسانية" التالية (20)

30-01-2013

سورية: حرب الناتو "الإنسانية" التالية (20)

الجمل- جيروا كولميه - ترجمة: مالك سلمان:

تبعاً للصحفية سيلفيا كاتوري, أعلنت المجموعة الإرهابية "جبهة النصرة" مسؤوليتها بشكل رسمي عن القصف البربري لجامعة حلب في 15 كانون الثاني/يناير. يجب ألا يأتي هذا التأكيد كمفاجأة لأولئك المتابعين للأحداث في سوريا منذ 17 آذار/مارس 2011, عندما فتح قناصون النار في مدينة درعا الجنوبية وقتلوا العديد من رجال الشرطة والمتظاهرين البريئين.(الصورة: القاعدة: مشكلة من "سي آي إيه", مطلوبة من "إف بي آي")
منذ ذلك الوقت, قام القناصون وفرق الموت الجهادية من ليبيا والشيشان وبنغلادش وإندونيسيا وتركيا والسعودية وقطر والأردن, وحتى من فرنسا وبريطانيا, المدعومون من استخبارات الناتو وأموال الملكيات النفطية, بشن حرب إبادة غير تقليدية على الشعب السوري اعتمدت بشكل كبير على حملة تضليل إعلامي دولية معقدة, في الإعلام الرسمي التابع للمؤسسات التجارية, حيث يتم تحميل الحكومة السورية المسؤولية عن كافة الجرائم التي يرتكبها الإرهابيون.
قتلَ 82 طالباً في جامعة حلب يوم الثلاثاء في 15 كانون الثاني بصاروخ تم إطلاقه من قبل "الثوار" المحبوبين من قبل الإعلام الغربي: هذه العصابات المكونة من المحكومين, ومهربي المخدرات, والمعتدين على الأطفال, والمجرمين الذين تم تقديمهم للجمهور الغربي الساذج بصفتهم "ثواراً".
منذ 2011, تم تدمير أكثر من 2000 مدرسة ومركز تعليمي من قبل الجهاديين المدعومين من الغرب, والذين يحاولون تحطيم الدولة السورية بهدف إنشاء "شرق أوسط جديد" مناسب لمصالح الناتو وأهداف دول الخليج الجيوسياسية. متى سينتهي كابوس الإرهاب هذا؟
في هذه الأثناء, خيمَ صمت صقيعي في باريس ولندن وواشنطن, حيث لم تصدر كلمة إدانة واحدة بعد الهجوم الفظيع على جامعة حلب الأسبوع الماضي.
على النقيض من مجزرة الحولة السنة الماضية, والتي ارتكبها المتمردون وتم تحميل الحكومة السورية المسؤولية عنها, لم تصدر أية دعوات من باريس أو لندن أو واشنطن لإجراء تحقيق دولي بعد تفجير حلب. الجميع يعرف من ارتكب المجزرة. لذلك يخيم الصمت. الجبناء يختبئون. الجبناء يقتلون الضعفاء والعزل. الجبناء يتفرقون ويستخدمون غطاء لأفعالهم. إن المؤسسة الاستخباراتية – العسكرية الغربية مكونة من الجبناء الكريهين. فهم يتلطون خلف لغة طنانة حول حقوق الإنسان والديمقراطية بينما يرتكبون أفظعَ جرائم عرفها الإنسان. إنهم يقصفون البلدان الأخرى وهم يضغطون على أزرار الكمبيوتر على بُد آلاف الأميال من ساحات القتال. ويرسلون مجرمين معاتيه مخدرين ليقتلوا وينهبوا ويدمروا شعوب البلدان التي تقف في طريقهم.
جاء الصمت المستهتر للحكومات الغربية حيال مجزرة حلب متناقضاً بشكل حاد مع الإدانات القوية والمباشرة التي صدرت عن البرازيل وفنزويلا وروسيا والصين. تقف القوى الصاعدة في العالم شاهدة على التدمير الذاتي للحضارة الغربية المتهاوية على محور الغطرسة والجشع وجنون العظمة.
لا توجد كلمات في أية لغة قادرة على وصف الفظائع التي ترتكبها قوات "كونترا" الناتو ضد الشعب السوري. لكن العالم يشاهد ما يحصل بشيء من الرعب والغضب. يعرف معظم الناس في أمريكا الجنوبية ما يحدث. وكذلك معظم الناس في أجزاء من آسيا وروسيا أيضاً يعرفون من يقف خلف العنف في سوريا. سوف تظهر الحقيقة مع الوقت. إن ميزان القوى العالمي يتغير, وآجلاً أم عاجلاً سوف يتم سَوق المجرمين الذين يقفون وراء هذه الحروب الكولونيالية الجديدة, بالإضافة إلى الشبكة الضخمة من عملائهم, إلى العدالة. هناك مؤشرات تدل على احتمال تحالف الأردن مع العراق وإيران وسوريا بعد توقيع صفقات طاقة جديدة مع العراق في كانون الثاني/يناير. ويمكن لذلك أن يكون قاتلاً بالنسبة إلى الإرهابيين في غرب سوريا, حيث يتم استخدام الأردن, حتى الآن, كقاعدة للحملة الإرهابية. الدولة السورية قوية بما فيه الكفاية لكي تتمكن من الصمود. كما أن روحَ الشعب السوري لا تقهَر. وقد تلاشت أوهام ‘الربيع العربي’. إذ ليس بمقدور أحد الآن أن يقولَ إن ‘الربيع العربي’ كان حول الديمقراطية وحقوق الإنسان. فقد استولى "الإخوان المسلمون" على السلطة في تونس وليبيا ومصر بدعم غربي. وليس بمقدور أحد أن يتظاهر الآن أن النزاع الدائر في سوريا هو صراع من أجل الديمقراطية.
إن المجمع العسكري – الصناعي – الإعلامي الفرنسي منتشٍ بالفرحة الآن مع غزو القوات الفرنسية لمالي الغنية بالمعادن والغاز, بذريعة محاربة الإرهاب, وبينما تقوم "القوات الخاصة الفرنسية" بتدريب ودعم الإرهابيين المرتبطين بالقاعدة في سوريا: إنه مسرح جيوسياسي عبثي جدير ﺑ [يوجين] يونسكو!

(الصورة: يوجين يونسكو: كاتب مسرحي عبثي /روماني – فرنسي 1909 – 1994)
فرنسا هي إحدى الحضارات الأكثر وعياً من الناحية الثقافية والسياسية في العالم, وتتمتع بتقليد يساري متجذر ومتطرف. ومع ذلك, فإن القضية الوحيدة التي تجمع المثقفين "اليساريين" في باريس اليوم هي مسألة الزواج المثلي. إذ من المتوقع أن يخرج "اليسار" الفرنسي في مظاهرة في شوارع باريس قريباً دعماً لقانون جديد يسمح بزواج المثليين. قامت الحكومة الفرنسية بقصف وتدمير بلدين أفريقيين في سنة 2011. كما أن فرنسا متورطة في حرب كولونيالية طويلة الأمد في أفغانستان, بينما تنشغل الاستخبارات الفرنسية في شن حرب سرية في سورية منذ السنة الماضية وتحاول الآن شق طريقها بالصواريخ والقنابل إلى داخل مالي مع خطة لتدمير الجزائر, مرة أخرى. وسوف تكون النيجر, الغنية باليورانيوم, المحطة التالية. باختصار, أدى العدوان الكولونيالي الجديد للحكومة الفرنسية إلى موت الآلاف من الناس البريئين ودمر حياة ملايين آخرين, فهي متورطة في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية, كما تقودنا أكثر فأكثر إلى حرب عالمية, ومع ذلك لا يشغل بال "اليسار" الفرنسي سوى حقوق الزواج المثلي! وفوق ذلك, يتزايد القمع في فرنسا مع نزول القوات الفرنسية بشكل متكرر إلى الشوارع بهدف "حماية" الشعب من "الإسلاميين" المُحتمَلين الذين يقوم أصدقاء الحكومة الفرنسية الخليجيون بتمويلهم, بينما يتم توقيف أبناء الأقليات المهاجرة من أفريقيا والمغرب العربي ومضايقتهم في فرنسا من قبل الشرطة وبلا أية أسباب وجيهة. ولكن من يهتم لذلك, طالما بمقدور المثليين أن يتزوجوا من بعضهم البعض!
في إشارة أكثر إيجابية, هناك بعض العلامات المشجعة على المعارضة السياسية المتنامية تصدر عن المسؤولين الأكثر اعتدالاً في الإمبريالية الفرنسية. يبدو أنه لم يعد من الممكن تجاهُل الإستراتيجية الأمريكية المبنية على خلق الفوضى, والسياسة العبثية القائمة على دعم الإرهابيين الإسلامويين بهدف تدمير إحدى الدول مع الزعم بمحاربتهم في بلد آخر. قال وزير الخارجية السابق, دومينيك دو ڤيليبان, لراديو "فرانس آنتر" في 18 كانون الثاني/يناير إن سبب زعزعة الاستقرار في مالي هو حرب الناتو على ليبيا في 2011. واعترف دو ڤيليبان أن ليبيا ترزح الآن تحت وطأة الميليشيات الجهادية.
وفي رده على سؤال من أحد المستمعين حول دور قطر في تمويل المجموعات الإسلاموية, بدا أن دو ڤيليبان يشير إلى احتمال تمويل "بعض الدول الخليجية" لمجموعات المتطرفين الإسلامويين في مالي وسوريا. لسوء الحظ, من المستحيل اقتباس جواب دو ڤيليبان الدقيق على السؤال المتعلق بدور قطر في سوريا ومالي لأن راديو "فرانس آنتر" قام بحذف الإجابة من النسخة التي تمت إذاعتها. كما قام بحذف اقتراح دو ڤيليبان الهام بضرورة دخول فرنسا في مفاوضات مع روسيا في محاولة لحل المشكلة الجيوسياسية التي وصلت إلى طريق مسدود في سوريا. باختصار, تم حذف الاقتراحات الهامة الثلاث التي قدمها وزير الخارجية السابق من قبل رجال الدعاية الحربية القائمين على راديو الحكومة الفرنسية. في هذه الأوقات الغريبة والشاذة, حتى أصوات الإمبريالية المعتدلة تبدو بغيضة بالنسبة إلى كلاب الحرب العاوية.
إن تمويل قطر للإرهاب الإسلاموي في مالي وليبيا وسوريا وأمكنة أخرى, وعلاقة غشاء المحارم بين الإمارة الخليجية الاستبدادية والنخبة الفرنسية لم تعد خافية على الشريحة المطلعة من الشعب الفرنسي. صرحت مارين لو بان, رئيسة الحزب اليميني الفرنسي المتطرف "الجبهة الوطنية" ﻠ "فرانس إنفو" في 18 كانون الثاني/يناير: " أود أن أشير إلى تناقض هنا. نحن حلفاء قطر, وهي بلد تسلح الإرهابيين في كافة أنحاء العالم." وكما أشرت في مقالات سابقة, فإن غيابَ "يسار" حقيقي معادٍ للإمبريالية يفتح الباب للانتهازية اليمينية المتطرفة. مارين لوبان امرأة ذكية. فهي تفهم أن قسماً كبيراً من الشعب الفرنسي مذهول من علاقة الحب القائمة بين النخبة الفرنسية والمستبدين الخليجيين. تشير لوبان إلى هذه العلاقة لكنها لا تشرح الأسباب الحقيقية الكامنة وراءها. إن الأسباب الحقيقة للعلاقة الغرامية بين النخبة الفرنسية والاستبداد الخليجي مرتبطة بالتقاء المصالح الطبقية؛ حيث يقوم المستبدون الخليجيون بدعم الرأسمالية الليبرالية الجديدة.
إنهم مستبدون وإقطاعيون جدد. وليس هناك شيء يحبه الرأسماليون الغربيون أكثر من الأنظمة الاستبدادية التي تتجاوب مع المصالح الاقتصادية الغربية وتقضي على كل شكل من أشكال المعارضة. فمثلاً, حُكمَ مؤخراً على الشاعر القطري محمد العجمي بالسجن مدى الحياة بجريمة انتقاد أمير قطر.
لن يشرحَ "اليمين المتطرف" أبداً الأساس الطبقي الذي يقوم عليه التحالف الغربي مع الإرهاب الوهابي. هذا لأن "اليمين المتطرف" يمثل نفس الطبقة التي ينتمي إليها خصماه, اليمين "المعتدل" و "وسط" اليسار. ولهذا السبب سوف تستغل لوبان علاقتها مع الإعلام الرسمي لإغواء المواطنين الفرنسيين المتأثرين بالأوضاع الاقتصادية لدعمها في حملتها الرئاسية القادمة. ومع حلول ذلك الوقت, فإن الفوضى التي أحدثتها حكومة أولاند في الشرق الأوسط وأفريقيا سوف تهيء المسرح لبرنامج لوبان الفاشستي القائم على "إعادة النظام". فحالما تصل "الجبهة الوطنية" إلى السلطة, سوف تطلق العنانَ لطبيعتها الاستبدادية للقضاء على ما تبقى من خصومها اليساريين الحقيقيين في فرنسا.
كما حدث في الثلاثينيات من القرن العشرين, تمهد "ديمقراطية اجتماعية" ضعيفة الطريق لصعود "اليمين المتطرف". الفرق هذه المرة هو أنه لا يوجد حزب شيوعي لمقاومتهما.
فبدلاً من ذلك, هناك شخصيات هزلية من أمثال جان- لوك ميلانكو, قائد الائتلاف "اليساري" المعروف ﺑ "فرون دو غوش". وقد تحدث ميلانكو إلى راديو "فرانس آنتر" أيضاً في 18 كانون الثاني/يناير, حيث عبرَ ببساطة عن تحفظه على شرعية التدخل الفرنسي. ولكن عندما سُئلَ إن كان موافقاً على تعليق المحافظ المتطرف جيسكار ديستان أن التدخل الفرنسي نوع من "الكولونيالية الجديدة", قال ميلانكو إنه يتحفظ على استخدام مثل هذه المصطلحات. على المرء ألا ينسى أن ميلانكو أيدَ القصفَ الفرنسي للشعب الليبي في 2011, كما أنه يدعم حربَ فرنسا السرية على سوريا. ومع ذلك, هذا رجل يزعم أنه "يساري" وأنه معجَب بقادة مناهضين حقيقيين للإمبريالية من أمثال الرئيس الفنزويلي هوغو شاڤيز. ابحث عن الخطأ!
ليست هذه المرة الأولى التي يعترف فيها الإعلام الرسمي الفرنسي بتمويل قطر للإرهاب الإسلاموي. فقد نشرت المجلة الساخرة الرائجة "لو كانار أونشان" مقالة في حزيران/يونيو 2012 تؤكد الحقيقة التي كشفها الإعلام البديل منذ وقت طويل والقائلة إن "شريك" فرنسا المقرب في الشرق الأوسط هو في الواقع دولة تمول الإرهابَ الإسلاموي. كما أكد آلان شويه, رئيس وكالة الاستخبارات الفرنسية السابق, دورَ قطر في تمويل الإرهاب الإسلاموي في سوريا ومالي. لقد أصبح من المستحيل الآن تجاهُل الواقع الفظيع وراء حروب فرنسا الخارجية, حيث يقوم العديد من المسؤولين وصحافيي الإعلام الرسمي, وبشكل متزايد, بفضح تواطؤ الحكومة الفرنسية مع الإرهاب. استخدام "القوات الخاصة" والمجموعات الإرهابية الممولة من قبل الملكيات النفطية بهدف زعزعة استقرار البلدان الغنية بالموارد وتحقيق أهداف جيوسياسية: الأغبياء والمعاتيه فقط لا يرون الواقع المدمر لهذا السعي الجنوني إلى الهيمنة الكونية.
بعد قمع "كوميونة باريس" في سنة 1871, عملت الحكومة الفرنسية الرجعية لأدولف تيير على ترويج الدين الكاثوليكي في التعليم كوسيلة لحرف رغبات الطبقة العاملة الفرنسية بالعدالة الاجتماعية وتوجيهها نحو التقوى وإطاعة الدولة البرجوازية. وقد تم تبَني سياسة مشابهة في إيرلندا من قبل الدولة البريطانية الإمبريالية بعد فشل "انتفاضة الإيرلنديين الشباب" في سنة 1848. تكاثرت المعاهد اللاهوتية الكاثوليكية وقيلَ للعمال الإيرلنديين أن يتحملوا قدرَهم في هذه الحياة لكي يضمنوا الخلاصَ في الآخرة. هذه هي السياسة الحالية للعديد من الحكومات الأوروبية التي تسمح لملكيات الخليج الإقطاعية بالسيطرة على ضواحيهم البروليتارية التي يعيش فيها المسلمون. وهكذا نجد أن قطر هي المستثمر الأجنبي الرئيسي في ضواحي فرنسا الفقيرة حيث يتم تثقيف الشباب المسلم الجاهل في الظلامية الإقطاعية الجديدة وبالتالي حرفه عن طريق الصراع الطبقي والتحرر الاجتماعي.
تصبح عبثية السياسة الفرنسية الخارجية غاية في الوضوح عندما يفكر المرء في حقيقة أن سوريا العلمانية البعثية, وأكثر من أية بلد آخر في الشرق الأوسط, تتمتع بعلاقات ثقافية عميقة مع فرنسا. فحتى السنة الماضية, كان السياح الفرنسيون يتوافدون إلى سوريا ليزوروا المئات من المواقع التاريخية والأثرية التي تحبس الأنفاس. كما أن الحكومة السورية كانت على الدوام تشجع على الثقافة الفرنسية. فسورية هي إحدى البلدان العربية القليلة التي يقرأ فيها الناس لكتاب ملحدين على نطاق واسع. إن العلمانية أساسية في سوريا الحديثة كما هي في فرنسا.
وبهذا المعنى, فإن سوريا بشار الأسد هي – من باب المفارقة – الدولة الأكثر قرباً من الغرب في الشرق الأوسط, ولم يكن بمقدور فرنسا أن تأخذ لها حليفاً أفضل من الجمهورية العربية السورية ضد الإرهاب الإسلاموي, ومع ذلك تدعم باريس الإسلامويين! الرئيس السوري والسفير السوري إلى الأمم المتحدة, الدكتور بشار الجعفري, يتحدثان اللغة الفرنسية. وعلى الرغم من ذلك, لم تتم دعوة الدكتور الجعفري ليتحدث على التلفزيون أو الراديو الفرنسي أبداً. لم يُسمَح للحكومة السورية, ولو لمرة واحدة, أن تقدمَ رأيَها للشعب الفرنسي. إذ إن النخبة الباريسية الفاسدة مهتمة فقط في التحدث مع مجرمي الدول الخليجية شبه الأميين الذين يُغرقون شعوبَهم في الجهل وهم يروجون لأكثر أشكال معاداة الإسلام بربرية في كافة أنحاء العالم. ففي نهاية المطاف, إن حالة العبودية التي يعاني منها رعايا هذه الدول تمثل مجتمعاً مثالياً للحكام الأوليغاركيين المعاتيه وراء الأطلسي.
على الرغم من الجهود التي يبذلها بعض أهم المستعربين في فرنسا, من أمثال الباحث الفرنسي - السوري المعروف عالمياً بسام طحان, لإطلاع الشعب الفرنسي بحقيقة الأحداث في سوريا, تستمر الطبقة الحاكمة الفرنسية في تقنيع جرائمها من خلال تصريحات شاحبة حول حقوق الإنسان والديمقراطية. وقد عبرَ المدون آلان جول عن ذلك بفصاحة عندما كتب:
"العاصفة والغضب يقبعان خلف واجهة معجونة من الطيبة. الرفض الدائم للمصافحة, الإملاءات, العنف, و العقل (لوغوس) الأبدي المرضي القاتل."
يكتب ميشيل جبرا كارلي في وصف المشهد السياسي الفرنسي في باريس خلال الثلاثينيات من القرن الماضي: "كانت هذه ‘جمهورية الأصحاب’, حيث كان الرجال الشرفاء المتحجرون على علاقة طيبة مع الرجال الشرفاء المعتدلين الذين كانوا على علاقة طيبة مع الرجال المشبوهين الذين كانوا على علاقة طيبة مع الأفاقين الكريهين."
لا يزال الأفاقون الكريهون يحكمون هذا العالم, وكما أدرك مالكولم إكس جيداً فإن صبيانهم الإعلاميين بكافة اللغات يعملون على مدار الساعة ليجعلونا نحب الأفاقينَ ونكره ضحاياهم.

تُرجم عن: ("غلوبل ريسيرتش", 26 كانون الثاني/يناير 2013)

الجمل: قسم الترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...