حفيد الجنرال غورو في سورية اليوم للاعتذار عن جرائم بلاده

15-04-2019

حفيد الجنرال غورو في سورية اليوم للاعتذار عن جرائم بلاده

يقوم حفيد المندوب السامي الفرنسي الجنرال هنري غورو بزيارة إلى محافظة السويداء اليوم الاثنين، يلقي خلالها خطاباً يقدم فيه اعتذاره عن الجرائم التي ارتكبتها فرنسا بحق الشعب السوري خلال استعمارها لسورية، حسبما ذكرت وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء.

ونقلت الوكالة عن مصادر مطلعة قولها: إن «جان لوي غورو حفيد الجنرال هنري غورو سيقوم الاثنين (اليوم) بزيارة محافظة السويداء في الجنوب السوري وسيعقد اجتماعاً مع القيادة السياسية في مبنى فرع حزب البعث العربي الاشتراكي ثم سيزور صرح الثورة السورية الكبرى في بلدة القريا وضريح قائد الثورة السورية الكبرى سلطان باشا الأطرش، حيث سيلقي خطاب اعتذار للشعب السوري عما ارتكبته بلاده خلال استعمارها لسورية، وتحديداً الفترة التي عين فيها جده الجنرال هنري مندوباً سامياً في سورية».

وأضافت المصادر: «إن خطاب السيد جان لوي غورو سيركز على الدعوة لإعادة الدفء إلى العلاقة بين الشعبين السوري والفرنسي وطي صفحة الماضي، وفتح صفحة جديدة من العلاقات المبنية على الاحترام المتبادل، كما سينقل في خطابه تأييد الشعب الفرنسي ودعمه لسورية في مواجهة الحرب الإرهابية الكونية التي تتعرض لها منذ عام 2011».

وبحسب الوكالة، فإن الجنرال هنري غورو الذي أشتهر أوائل القرن الماضي بانتمائه للنظرية العسكرية الفرنسية القائمة على «الهجوم حتى الإبادة»، هو القائد العسكري الذي قاد الجيش الفرنسي في نهاية الحرب العالمية الأولى في الحرب التركية الفرنسية (1919 – 1923)، واشتهر بكونه المندوب السامي للانتداب الفرنسي على لبنان وسورية، وبكونه من تولى إعلان دولة لبنان الكبير عام 1920 بعد فصله عن سورية بموجب اتفاقية سايكس بيكو بين فرنسا وبريطانيا، كما عرف بتعصبه الشديد لمعتقداته الدينية، وكثيراً ما كان يجاهر باعتداده أنه واحد من أحفاد «الصليبيين» الذين غزوا بلاد الشام إبان العصور الوسطى.

وبحسب المراجع التاريخية، وصل الجنرال غورو إلى بيروت وفق مخطط الانتداب يوم 21/11/1919، ومع تقدمها إلى الداخل سحقت القوات الفرنسية حركات المقاومة التي هبت للدفاع عن وحدة سورية الطبيعية في البقاع ومرجعيون والقنيطرة، واللاذقية، حيث لجأ الجنرال غورو إلى تدمير العديد من المدن والقرى، كأنطاكيا والقدموس وبانياس والقصير، وشرد معظم سكانها وأصبح كثير منهم بلا مأوى.وفي يوم 14/7/1920 أمر غورو جيشه المؤلف من 70 ألف مقاتل بالتوجه إلى دمشق، في حين هب السوريون للدفاع عن بلادهم وسقط حينها المئات شهداء وكان بينهم وزير الحربية الشهيد يوسف العظمة.

وبعد أن دخل غورو إلى دمشق، ذهب إلى المسجد الأموي شاهراً سيفه، وعلى مقربة من قبر صلاح الدين الأيوبي قال عبارته الشهيرة: «ها قد عدنا يا صلاح الدين».وتفنن غورو باستخدام أساليبه القمعية التي ارتبطت بسمعته منذ أن كان في المغرب وإفريقيا، ففرض الغرامات الحربية على الأهالي (200 ألف ليرة عثمانية ذهبية و10 آلاف بندقية) وطبَّق الأحكام العرفية وأصدر أوامره بالقبض على كل من رفع سلاحه مقاوماً.

وفي 31/8/1920 أعلن استقلال جبل لبنان وسلب سورية أقضيتها الأربعة (حاصبيا – راشيا – البقاع – بعلبك)، وأطلق على الدولة الجديدة اسم: دولة لبنان الكبير، ثم قسم سورية إلى أربع دول على أسس طائفية هي (دمشق وحلب والساحل والسويداء) وفرض اللغة الفرنسية إلى جانب العربية، مما جعل البلاد تهب في وجهه بثورات متلاحقة سجل فيها السوريون أروع صفحات المقاومة في التاريخ الحديث.وفي 25 تشرين الأول 1922 استقال الجنرال غورو من منصبه كمندوب سام لفرنسا في سورية ولبنان، وأقام في باريس حتى وفاته سنة 1946.

 


الوطن- وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...