الوهابية السعودية والإسلام الشامي (3): مصر المحروسة

16-04-2012

الوهابية السعودية والإسلام الشامي (3): مصر المحروسة

استعاد وهابيو آل سعود روح البداوة وقوانينها بذريعة الجهاد في سبيل الله، فنشروا عقيدتهم بحد السيف، بعدما وسموا أتباع المذاهب الإسلامية غير الوهابية بالكفر لأن الوهابية هي الإسلام الصحيح وأتباعها هم الفرقة الناجية، بينما غيرهم في النار، بحسب الحديث غير المتفق عليه ، وبناء عليه فقد شرعنوا قتل من ليس وهابياً ونهب أموالهم وسبي نسائهم.. وبما أن التبرك بقبر الرسول وزيارة أضرحة الصحابة والأولياء يعتبر شركاً في مذهبهم فقد أفتوا بنهب كنوزها وهدمها باعتبارها أصناماً تسيء إلى التوحيد الإسلامي. وطالما أن الأضرحة ومشاهد المؤمنين منتشرة في أنحاء العالم الإسلامي فقد صار لزاماً على البداة الوهابيين (تحرير هذه البلدان من الكفر المنتشر فيها)!؟
فقبل اكتشاف البترول كان ابن سعود بحاجة إلى المال لإعادة بناء أمارته المدمَّرة وتوسيع جيشه، وبما أن الغزو ونهب الآخرين يشكل مصدر دخل أساسي في بوادٍ لا تنتج غير التمر والإبل، فقد توسع الوهابيون في غزو جيرانهم حتى اليمن وعمان والكويت، واستمرت هجماتهم على مدن شمال نجد حتى بلغ ملكهم قريبا من الشام ووصل إلى المزيريب في حوران. وفي عام 1924 هاجموا قرى منطقة البلقاء في الأردن وخيروا الناس بين السيف أو الوهابية، وارتكبوا مذابح شنيعة ضد فقهاء وعلماء السنة الذين عارضوا نهجهم، كما ذبحوا أكثر من 5000 مسلم في قرى البلقاء (في أبو جابر والمنجا والغبية وأم العمد وأم العضام التي سميت كذلك بعد المذبحة) ـ تماماً كما يفعل إرهابيوهم اليوم في حمص ـ فكانوا يفظعون بالمسلمين ويمثلون بجثث القتلى لإرهاب سكان المناطق التي لم يجتاحوها بعد.. ذلك أن الماضي مستمر في عقول البداة وحياتهم منذ بداية تاريخ البوادي التي ليس لها تاريخ خارج الغزو والافتراس، تماماً مثل قطعان الذئاب الصحراوية التي تشكل مصدر إعجاب واحترام البدوي: الإقدام والمباغتة ولذة الفتك.. حتى أنه يسمي أولاده ذياب وذيبة وسرحان تيمناً بأن يكونوا ذئاباً وهابية ترعب خراف الأمم من حولها..
هاذي الذئاب كانت تهاجم قوافل الحج في البوادي قبل أن تصل إلى مكة، ذلك أن الحجاج الذين يأتون (من كل فجٍ عميق) كانوا يستعينون على تكاليف حجهم بالتبادل التجاري، فيحملون بضائعهم معهم ليتاجروا بها مع المدن التي تقع على طريقهم لتحقيق أمنية (حج مبرور وسعي مشكور وتجارة لن تبور). فكان مسلمو آسيا يمرون بدمشق حيث ينتظرهم المحمل الشامي، بينما مسلمو الغرب يمرون بقاهرة المعزّ للخروج مع المحمل المصري.. وكما أحل الرسول الأكرم لأصحابه اعتراض قافلة المشركين من قريش في غزوة بدر لتمويل المجاهدين في سبيل الإسلام، كان ذؤبان الوهابية يهاجمون المحمل الشامي والمصري وينهبون (الكفار) بحسب فتوى ابن عبد الوهاب، حتى ضج المسلمون من شرهم فاستنجدوا بالباب العالي في الآستانة الذي وجه بدوره كتاباً إلى محمد علي باشا والي مصر لكفاية المسلمين شر الوهابين السعوديين. وهكذا قام جيش مصر بقيادة طوسون ابن محمد علي باشا بتدمير الإمارة السعودية الأولى،كما أسلفنا في الحلقة الماضية ..

وبما أن الماضي يستمر حاضرا في عقول البداة "الذين أسلموا ولما يدخل الإيمان قلوبهم"، فقد توجسوا شراً بعد قرن ونصف من اجتماع أهل مصر والشام على كسر شوكتهم، فتخوفوا من الوحدة السورية - المصرية إلى درجة أنهم منعوا محمل الحج الشامي وأحرقوا المحمل المصري، ودعموا القوى الانفصالية السورية، وحاولوا رشوة المشير عبد الحميد السراج (قائد الإقليم الشمالي) الذي بقي مخلصاً لعبد الناصر فقدم له شيك السعوديين الذين فتحوا بلادهم وخزائنهم لأعداء القائد الذي كان يتوقع المصريون أنه سيعيد مصر إلى سابق قوتها كما كانت أيام محمد علي باشا عدو الوهابين السعوديين الأول.. كذلك استقبلت السعودية فلول الإخونجيين الهاربين من بطش عبد الناصر بعد فشلهم في اغتيال زعيم الناصرية..
***
فمنذ اشتهار دعوتهم فشل الوهابيون في انتزاع قبولٍ أو اعتراف من الأزهر الشريف حتى عام 1926 حيث تمكن عبد العزيز آل سعود من استمالة شيوخ أزهريين أهمهم: رشيد رضا ومحب الدين الخطيب وحامد الفقي الذي جعل من منزله مقراً للدعوة الوهابية وأسس «جمعية أنصار السنة» التي عملت على استقطاب الشباب والذين كان من أبرزهم الشاب حسن البنا الذي أسس بعد عامين ( 1928 م) جماعة «الإخوان المسلمين» على غرار «الإخوان الوهابين» التي أنشأها عبد العزيز آل سعود في المملكة السعودية، وكانت تسمية (إخوان) تطلق على طلاب العلوم الدينية في السعودية آنذاك، ومثلها «طالبان» في الصومال وأفغانستان.. وكان محب الدين الخطيب الهارب من وجه العثمانيين في بلاد الشام يرى في ابن سعود المؤهل الوحيد للخلافة، و كان الأخير يمول له مطبعة (المنار) التي أصدرت أوائل الكتب الوهابية لمناهضة الإسلام الصوفي بمصر..
في عام 1936 ذهب حسن البنا إلى الحج السعودي بتوصية من شيوخه الوهابيين ورعاية من البريطانيين الذين ساهموا بمبلغ 500 جنيه لبناء أول مقر للإخوان في الإسماعيلية باعتبارهم يشكلون حاجزاً يقاوم المد الشيوعي بمصر.. وقد أثمرت زيارة البنا بدعم مالي سعودي لبناء خمسين شعبة للإخوان المسلمين في مصر، كانت سبباً لظهور الجماعة على الساحة السياسية المصرية كقوة مرهوبة الجانب داخلياً ومدعومة خارجياً، تماماً كما حصل لحزب الله أول صعوده في لبنان مع فارق أن حزب الله وجريدته «المنار» قد وجهوا جهودهم باتجاه مقاومة العدو الإسرائيلي بعكس جماعة الإخوان المسلمين الذين قصروا جهدهم للهيمنة على السلطة والمجتمع المصري .
إذن ومنذ زيارته الأولى وحتى وفاته كان الإمام البنا ضيفاً دائماً على خزينة آل سعود، حيث نشأ تحالف إسلاموي - غربي كان له الدور الفاعل في الحرب الباردة ضد المعسكر الاشتراكي، وقد أنجز هذا التحالف، بعد نصف قرن من العمل، إسقاط المعسكر الاشتراكي وتفكيك الاتحاد السوفيتي، انطلاقاً من أفغانستان التي كان يحكمها اليسار الشيوعي المدعوم سوفياتياً،(مثل الصومال)، إذ راحت السعودية توجه جهادييها الوهابيين من مختلف الدول العربية إلى كابول وبيشاور وتمدهم بمال البترودولار والسلاح الأمريكي مع توجيهات الشيخ الفلسطيني عبد الله عزام الذي كان يختار المجاهدين من بين الحجاج الشبان القادمين إلى مكة المكرمة في موسم الحج ويجندهم لقتال (الكفار) في أفغانستان قبل عشرة سنوات من سقوط النظام الأفغاني أيام نجيب الله وخروج الجيش الروسي الذي كان سبباً أساسيا في انهيار الاتحاد السوفياتي وانتهاء الحرب الباردة لصالح أمريكا والغرب الإمبريالي..
هذا بالنسبة لبداية التحالف الإخواني مع الوهابيين أما فيما يخص التمازج الآيديولوجي بين الإخوان الوهابيين والإخوان المسلمين فقد حصل خارج مصر، بعد الخلاف الذي نشب بين المرشد العام للإخوان المسلمين وجمال عبد الناصر الذي رفض الانصياع لرغبة الجماعة بأسلمة الدولة ووضع الثورة تحت إشراف الإخوان المسلمين، باعتبار أن عبد الناصر كان مقرباً من الجماعة قبل الثورة، وكانوا وضعوا في ظنهم أنه من الممكن أن يجعلوا منه واجهة لحكمهم حين دعموا انقلاب الضباط الأحرار على الملك فاروق.. لكنهم وجدوا في عبد الناصر فيما بعد أسداً هصوراً، لا ظهر فيركب ولا ضرع فيحلب، بل أنه لم يوافق حتى على طلب الجماعة الأخير بإصدار مرسوم يقضي بفرض الحجاب على النساء، وقال لمندوبهم حامد أبو النصر، عندما عرض عليه ثلاثة رسوم لأزياء الحجاب التي يجب فرضها على الستات: «طب ليه بناتك سافرات يا أستاذ حامد وما تلزمهمش بواحد من الحجاب ده!»
أمام تصلب عبد الناصر قررت الجماعة اغتياله، وكانت حادثة المنشية الشهيرة عام 1954 حين أطلق قاتلهم تسع رصاصات على عبد الناصر، ولكنها لم تصب منه مقتلاً.. وهكذا أشعل الناصريون الأرض تحت الإخونجيين، فأعدموا من أعدم، وسجنوا من سجن، وهرب قادة الجماعة خارج مصر، حيث لجأ الجناح العسكري السري إلى حضن تنظيم الجماعة في الشام أيام المرشد مصطفى السباعي وتسببوا في عسكرة التنظيم هنا، بينما غادر الجناح الدعوي إلى السعودية حيث احتضنهم الإخوان الوهابيون، فانتشروا في مدارس السعودية وجامعاتها ومعاهدها الشرعية، وعملوا على مأسسة العقيدة الوهابية والانطلاق بها نحو التجمعات الإسلامية في أربعة أنحاء الأرض..
وهكذا جاء الإخوان المسلمون إلى أرض الإخوان الوهابيين حاملين معهم آيديولوجيا التعصب (الأخوي) ضد الأغيار. وقد عمل سيد قطب، من سجنه في مصر حيث كانت تهرب كتبه، على مزاوجة العقيدتين المتشددتين، وخصوصاً في كتابه «معالم على الطريق» الذي غدا قرآن الجهاديين الإسلاميين في كل مكان، وتتلخص منطلقات سيد قطب النظرية في أن الناس اليوم يعيشون في جاهلية تشبه الجاهلية التي عاصرها الإسلام في عهد النبوة، وأن مهمة الإسلاميين الأولى هي تغيير هذا المجتمع الجاهلي من أساسه، وعلى الدعاة أن يدعو الناس إلى (اعتناق عقيدتنا) حتى لو كانوا (يعتقدون) أنهم مسلمون، فالحاكمية لله، وهي تلغي حاكمية البشر في كل صورها وأنظمتها وأوضاعها، والتمرد على كل وضع في الأرض الحكم فيه للبشر بصورة من الصور. لهذا فإن الجهاد ضرورة للدعوة سواء كان دار الإسلام آمناً أم مهدداً من جيرانه، وأن الانطلاق بالمذهب الإلهي تقوم في وجهه عقبات مادية من سلطة الحكومة ونظام المجتمع وأوضاع البيئة وحدود الدول: وهذه كلها ينبغي أن ينطلق الإسلام (الوهابي طبعاً) ليحطمها بالقوة..
إذن وبمساعدة كتب سيد قطب وأبو الأعلى المودودي وأسطورة الحاكمية الإلهية والنقاب واللحى، أعاد الإخونجيون هيكلة التعليم السعودي الذي خرّج دعاة الوهابية الجدد من الشبان التي كانت السعودية تستقطبهم من الدول الإسلامية وتعلمهم مجاناً قبل أن تعيد إطلاقهم كجنود عقائديين يرتبطون بالمملكة مالياً ووهابياً ويعملون على تدمير أوطانهم (الجزائر مثالاً) من أجل إقامة الخلافة الوهابية.. وهكذا تزاوجت الوهابية مع الإخونجية وأنتجوا تيار الإسلام السياسي العنفي الجهادي..

***
بعد وفاة جمال عبد الناصر المدويّة خلفه أنور السادات، الضابط الأقل شأناً بين ضباط ثورة يوليو. فكان السادات ممثلاً من الدرجة الثانية في حربه وسلمه وإيمانه وسياسته المصرية. ففي عهده عاد الإخونجيون من السعودية مبشرون وهابيون بوقود المال السعودي. وراحوا يتغلغلون في أوساط الفقراء والأميين لتوسيع قاعدتهم الشعبية. وقد تقرب (الرئيس المؤمن) منهم ومن المملكة السعودية لمساعدته في انفتاحه على واشنطن وإسرائيل قبل زيارته الكارثية لإسرائيل وانقلابه على حافظ الأسد وتيار المقاومة العربية. وانتهت حياة السادات على يد حلفائه الوهابيين، بعدما تمرد فصيل الجهاد الإسلامي في مصر عن مرجعيته السعودية وانتهى مع أيمن الظواهري في الجبهات الأفغانية (لإعلاء كلمة الله) بالقتل والتدمير.. وبعد مقتل السادات في حادثة المنصة على يد الجهادي خالد الإسلاميولي، جاء الأمريكان بالرئيس البليد ذي الظهر العريض ليتابع ما استجد من أجندة السادات الأمريكية - السعودية.. وهكذا تحالف مبارك مع الجميع ضد الجميع، فتسامح مع جماعات الوهابية المرتبطة بالسعودية وضرب الخارجين عن مركزيتها، وفقدت مصر في عهده ـ الذي جاء استمراراً لعهد السادات ـ زعامتها للأمة العربية، حتى غدت فقاعة الغاز قطر أكثر حضوراً منها على الساحة العربية.. وبعد الثورة المصرية المظفرة التي أطاحت بالسيد الرئيس وأبقت نظامه، ظهرت قوة الوهابية على الساحة المصرية، بعدما فخخت الأزهر بخلاياها، وخطفت الجوامع والمدارس والنقابات وجمعيات حقوق الإنسان والبرلمان بالإضافة إلى الجيل الثاني من الإخونجيين المتوهبنين.. وهي الآن بصدد خطف مصر بالكامل إذا لم يستيقظ مسلمو مصر إلى أنهم سيتحولوا إلى محمية سعودية - أمريكية في القريب العاجل..

في ظل هاذا الواقع المصري المخيف، وعلى الرغم من تغلغل الوهابية إلى أساتذة الأزهر الشريف وطلابه، فإن الأمل معقود على ما تبقى من إرث الإسلام المصري الصوفي الذي يمثله كبار علماء الأزهر، بأن يعودوا إلى توصيات مؤتمرهم قبل عامين حول (خطر الوهابية على الإسلام والعالم) والذي يمكن اختصار بحوثه السبعة في:
(أن الوهابية كدعوة وفكر تقوم على نفي الآخر وتكفيره، وأنها تهدد الأمن والسلم في كافة دول العالم الإسلامي لما تبثه من أفكار إرهابية وإجرامية شديدة الخطورة بتمويل سعودي واستغلال أمريكي، على الرغم من معرفة الديموقراطيين الأمريكان أن للوهابية موقفاً سلبياً من المرأة والعلم والموسيقى والفنون والمسيحيين وأصحاب المذاهب الإسلامية الأخرى. وأن الوهابية دعوة للجاهلية، وأغلب موروثها قائم على الإرهاب والقتل باسم الإسلام.. وقد طالب علماء الأزهر في ندوتهم هذه بضرورة إعداد إستراتيجية إسلامية وعالمية وثقافية وسياسية لمقاومة الوهابية) .
ونحن نرى اليوم كيف أن الثورة المصرية مازالت عالقة منذ عام بسبب الثورة المضادة التي قادها السعوديون وأنصارهم الإسلافيون، وكيف أن كل ما قامت من أجله الثورة قد تراجع لحساب قوى أكثر تخلفاً وتعصباً، حتى ليبدو أن المطوعين الوهابيين هم من سيقود المجتمع المصري إلى عصر البداوة بعد ثلاثة آلاف سنة من الحضارة المصرية التي أدهشت العالم..
وإذا عدنا من مصر إلى ارتدادات الربيع الوهابي نحو بلاد الشام، نرى كيف أن جحافل الوهابية قد عادت إلى حوران بعد قرنين من غزوتها الأولى وأظهرت رأسها بسعي الشيخ الوهابي أحمد الصياصنة والخلية الوهابية التي احتلت الجامع العمري، وظنها الناس، وأنا منهم، ثورة حرية، فإذا بها ثورة وهابية تحمل ثقافة التمر والإبل والغزو والقتل التي وصلت إلى المزيريب كما أسلفنا وتركت بيضها الذي فرخ اليوم أفاعيه بيننا.. ومن هنا يمكننا أن نفهم وقوف علماء بلاد الشام بوجهها وإعلانهم وفاة (منظمة التعاون الإسلامي) بعد سيطرة الريال الوهابي على أغلب شيوخها وموظفيها.. (يتبع)


حاشية1- (من ثورة يوليو 1952 إلى ثورة يناير 2011) :

لفهم خطط الإخوان المسلمين في مصر الثورة اليوم، ننقلكم إلى بعض ما جاء في مذكرات اللواء محمد نجيب حول علاقته بالإخونجيين بعد ثورة الضباط الأحرار عام 1952 إذ يقول: «طلب الإخوان المسلمون في ديسمبر 1953م أن تتم مقابلة سرية بيني وبينهم واقترحوا مكاناً للمقابلة منزل الدكتور اللواء أحمد الناقة، ورفضت فكرة الاجتماع السري بهم وأبلغتهم بواسطة محمد رياض أنني مستعد لمقابلتهم في منزلي أو مكتبي، لكنهم اعتذروا عن ذلك وطلبوا أن أفوض مندوباً عني للتباحث معهم فوافقت وعينت رياض ممثلاً عني بعد أن زودته بتعليماتي..
وبحسب المذكرات أوضح محمد رياض لممثلي الإخوان رأي محمد نجيب في إنهاء الحكم العسكري الحالي، وعودة الجيش إلى ثكناته، وإقامة الحياة الديمقراطية البرلمانية، وعودة الأحزاب، وإلغاء الرقابة على الصحف، ولكنهم لم يوافقوا على ذلك بل طالبوا ببقاء الحكم العسكري وعارضوا إلغاء الأحكام العرفية وطالبوا باستمرار الأوضاع كما هي على أن ينفرد محمد نجيب بالحكم وإقصاء جمال عبد الناصر وباقي أعضاء مجلس قيادة الثورة، وأن يتم أيضاً تشكيل حكومة مدنية لا يشترك فيها الإخوان المسلمون ولكن يتم تأليفها بموافقتهم.. كما طالبوا بتعيين رشاد مهنا «إخواني» قائداً عاماً للقوات المسلحة، بالإضافة إلى تشكيل لجنة سرية استشارية يشترك فيها بعض العسكريين الموالين لمحمد نجيب، وعدد مساوٍ لهم من الإخوان المسلمين، بحيث يتم عرض القوانين على هذه اللجنة قبل إقرارها، كما تعرض عليها سياسة الدولة العامة وأسماء المرشحين للمناصب الكبرى.. ويضيف محمد نجيب في مذكراته: كان الإخوان المسلمون يريدون بذلك السيطرة الخفية على الحكم دون تحمل المسؤولية..

حاشية2 – أثناء معركة توريث جمال مبارك، أفتى الشيخ الوهابي لطفي عامر (رئيس جمعية أنصار السنة) بمصر بجواز توريث جمال قياساً على توريث معاوية لابنه يزيد وقال: سنسمع ونطيع لجمال مبارك.. وقد برر فتواه بأنها درءاً للفتنة...

من أقوال سيد قطب: الوطن مرادف للوثن والعلَم مرادف للصنم !؟


نبيل صالح

التعليقات

الصديق نبوخذ نصر : أكرر قولك للتذكير : " وبراءة اختراع الكتابة وكأن شعوب المايا كانوا يتحدثون بالإشارة ". أنا أتفهم قصدك من السياق العام للفكرة التي وددتَ طرحها , ولكن نحن نتكلم عن اختراع السوريين للأبجدية أي الحرف , ونقول أنه حتى قبل اختراع الحرف كان هناك اللغة الهيروغليفية وهي لغة تصويرية غير مرنة خاصة للتعبير عن علوم وأفكار العصر الحالي , وأكيد أن هناك لغات كتابة أخرى كانت منتشرة وولكن كلها كانت تصويرية. وأنت سيد العارفين في هذا الموضوع. ثم حول فكرة أننا رغم كل ذلك لم نستطع أن نقـنع أمثال الجسري و البواب . شخصيا ً أعتقد أن أمثال هؤلاء كانوا موجودين دائما ً في التاريخ لكن الفرق أن وسائل الإعلام الحالية خاصة النت جعل صوتهم يظهر, وهؤلاء –حسب تعبير الكيمياء – دارة كظيمة لا تتفاعل مع الوسط المحيط . أعتقد أن نبش التراث والتاريخ السوري أمر استراتيجي أي أكثر من ضروري, واعتقد أن هذا يمارس في المسابقات الرياضية التي أخذت تستخدم كمناسبة لرفع علم البلاد إضافة إلى تسجيلات كتاب غينيس , فمثلاً تسجل إسرائيل الفلافل كأكلة قومية لها وتطبع على كل بيضة وبرتقالة وتفاحة تصدرها إلى أوروبا عبارة صنع في " إسرائيل" , لو كنا دعمنا الحس الوطني للمواطن السوري لما كانت فرخت لدينا بيوض من أمثال فلان وفلان إلا قليلا . أما بالنسبة إلى موضوع البيك والحكم بالقوة, فوالله أنت تقول ما قاله ابن خلدون لكن بلغة أي إنسان سوري عادي منفعل بهذا العهر الذي يعيش الآن أمجاده الفانية. ألم يقلها ابن خلدون : بأن العرب يحتاجون إلى حاكم عادل مستبد. يعني واحد متل ستالين من شو بيشكي أو متل النظام الصيني عليهما السلام. كيلا نقع في الفخ - حول البواب: أنا أتقبل أن تعيش في جسدي طفيليات ضارة – وهذا قانون الحياة – لأنني أستطيع أن أتعايش معها وهي لا تهدد حياتي , لكن لا أقبل أن تعيش في جسدي بكتريا تحمل فيروس الإيدز لأن النتيجة معروفة علما ً أنه فيروس يستمر في فترة حضانة من 10 إلى 20 سنة. لو أن فيروس الإيدز لا يهدد الحياة ورضي أن يعيش على مبدأ " لا يموت الإنسان ولا أفنى أنا " لما استـنـفـرت كل مختبرات العالم لاتخاذ إجراءات رادعة ضده, لهذا كان فيروس الإنفلونزا أكثر ديمقراطية وأذكى من فيروس الإيدز الذي يتبختر بقوته الضاربة والتي يشكل القضاء عليها مسألة وقت لا أكثر. لهذا لا يستطيع أحد أن يتقـبل فيروس الوهابية لأنه هو وفيروس الإيدز صنوان لا يفترقان بل أنهما يتشابهان في فترة الحضانة . ليس كما قال البواب بأن الوهابية هي دين جميع سكان الجزيرة إلا إذا كان قصده بالجزيرة مشيخة " السعودية " ولكنه خجل من ذكرها بعد التركيز على أن عائلة تطلق اسمها على دولة وتفرض اسم العائلة على أنه جنسية لكل مواطن فالمواطنون جميعا ً : الشمري والعنيزي والمطيري والزهراني كلهم شاؤوا أم أبوا سعوديون نسبة لآل سعود, فيا أهل الجزيرة العربية فإما أن تـنبذوا هذا النظام أو أنكم نسبا ً لآل سعود تـتبعون فهل ترضاها أمهاتكم. كي لا نقع في الفخ فإن البواب لا يريد أن يدير حوار ولا أن يستزيد من أحد أو يزيد أحد "علما ً حاشاه ذلك" , هو فقط يريد منصة كي يطلق منها بعض الأفكار التي تحاول أن تجعل من الوهابية فكر مثله مثل غيره فيصبح وجوده عادي, مثلما تقبلنا خروج إسرائيليين على قناة الجزيرة من باب الرأي والرأي الآخر. فيقول :فلماذا لا نتقبلها ونرى في النهاية صندوق الانتخابات من يـنـتـخـب . أرجو ألا أضطر على الرد على البواب مرة أخرى وأرجوا من " الجمل " أن يرفسه إلى زمن عبد الوهاب بما حمل من أفكار نـتـنـه, وأود القول: كيف لي أن أتقبل الوهابية باسم الديمقراطية وهي التي قتلت مئات الآلاف من المواطنين كي تفرض مذهبها , ثم أذلت من بقوا وأعطتهم جنسيتها " سعودي". كيف تكون الوهابية هي السنة نفسها وهي التي تكفر كل مذاهب السنة الآخرى علاوة عن المذاهب الآخرى. حتى الذين غصبا ً صاروا وهابـيـيـن هل يسمح لهم بالاطلاع على فكر الغير , يعني هل يجد المواطن السعودي في مكتبة جرير الشهيرة كتبا ً عن فقه أبو حنيفة النعمان أو المالكي أو الشافعي , هذا مستحيل . لماذا يا بواب تريدنا أن ندخل الوهابية في لعبة الديمقراطية عندنا لنجربها وهي غير ديمقراطية في البلاد التي خرجت منها, هل تظن أن السوريين الذي حكموا روما بدبلوماسيتهم سوف يأكلون هذا الطعم , ألم تلاحظ هدوء السياسة السورية سواء كانت في حالة دفاع أو هجوم. وقولك الوهابية تخلص الشعوب الضعيفة . لم تقل لنا تقصد بالطبع الشعوب المسلمة غير الوهابية , لأن كل من هو غير وهابي عندكم فهو ضعيف ضال ....ألخ. أنا مسلم ومثلي كثيرون لا يستطيعون أن يغفروا لكم تدمير تماثيل بوذا التي هي ملك للتاريخ وليس لأحد , أنتم تكفرون كل الشخصيات الإسلامية دون استثناء لكنكم لن تعـلـنــوا ذلك اليوم حتى تقوم الخلافة الإسلامية العالمية. ألم تكفروا عمر بن الخطاب لأنه لم يدمر تماثيل الفراعنة في مصر وتماثيل بوذا في أفغانستان والصين لماذا تخجلون من إعلان ذلك الأن هل لأن شوكتكم لم تقوى بعد, أنتم كفرتم كل الخلفاء الراشدين وكل حكام الأمويين والعباسيين , ولكن تكفيركم لم يأتي بالعبارة الصريحة بل بالتورية . فهدمتم قبورهم ومساجدهم في السعودية حتى مسجد النبي محمد بحجة أن الناس سوف تنصرف إلى عبادتها . وقمتم بجلد الحجاج السنة أثناء الحج وكنت تقولون هؤلاء شيعة يعبدون القبور فضربتم عصفورين بحجر واحد " سوقتم فكرتكم في أن زيارة القبور عبادة لها , وتجنبتم غضب الحجاج السنة بادعائكم بأنكم تجلدون الحجاج الشيعة , وأنتم تجلدون الإثنين معا لأنهم لا يوافقون مذهبكم. سألت أحد الأشخاص اليابانيين الذين التقيتهم في سورية في ظروف عملي , سألته ما هي نظرة اليابانيين عن الإسلام , قال لي لم يكن هناك موقف محدد وهذا من ضمن الثقافة اليابانية ولكن بعد تدمير تماثيل بوذا أصبحت هناك نظرة سلبية جدا ً فلم يستطع أحد أن يفهم لماذا يفعلون ذلك , مما اضطرني إلى دخول نقاش معه بأن هؤلاء يعاني منهم المسلمون أنفسهم. المهم نحن نريد أجوبة من البواب : 1- سئل سابقا ً ولم يجب : ماذا تفعل مع شخص يريد أن يلغيك من الحياة. 2- أسأله : هل يجوز للفتاة الجلوس مع أبيها دون محرم. 3- أسأله : هل يجوز له أن يضاجع زوجته بعد موتها . 4- هل يسمح لزوجته - بعد أن ترضع زميلها في العمل – أن تخلو بهذا الزميل. أنا يا بواب مستعد أن أجيبك عن أي سؤال حقيقي تطرحه أنت , فهل تجيبنا عن الأسئلة الثلاثة السابقة , إذا كان لا , فاصمت إلى الأبد. ملاحظة : مجرد السماح لهذا الفكر في أن يتكلم في هذه الصفحة فهو انتصار له. السيد رأي الشام* : وصفت المرزوقي بالجــلـّــة . كانت جدتي تخلط الفلط بقش من سنابل قمحنا وتلصقها على أي جدار في القرية كي تصبح جلة , كانت جدتي صديقة للبيئة قبل أن يـُـخلـقـوا أعداء البيئة أو أصدقاءها فيما بعد.لذا أنا متأكد أنها لن تلوث ريقها ببصقه في وجه المرزوقي . ملاحظة : لا أدري أين قرأت تهكما ً: المزروقي من زرق الحيوانات وليس المرزوقي. والسلام.

وطن واحد , جهل واحد: خريطة عربية واحدة , جميلة التكوين , تتمنى أي أمة في العالم أن تمتلك مثلها, شواطئ لا تحصى لبحار ومحيطات وبحيرات وأنهار, وجبال شاهقة وصحراي مترامية الأطراف تخافها كل جيوش الأمم , وكلها تشكل حدودا ً طبيعية لما يسمى بالوطن العربي الكبير غير الموحد. خريطة تسيطر على كل مضائقَ العالم : مضيق جبل طارق , مضيق هرمز , مضيق باب المندب , قناة السويس, مما يجعل من البحر المتوسط والأحمر والخليج العربي بحيرات عربية خالصة. هذا ناهيك عن الثروات الباطنية من نفط وغاز وفوسفات مليء باليورانيوم , ورمال صحراوية غنية بالسيليكون عماد صناعة الدارات الإلكترونية التكاملية. أي باختصار , موقع مثالي جدا ً تدعمه ثروات مثالية أي نها خريطة الجنة بقدها وقديدها . لكن المشكلة أن الشعب الذي يعيش على تلك الأرض ليس مخلوق لها , يعني كالعادة الشعب غير المناسب في مكان مناسب. مما اضطر الله أن يرسل له الأنبياء واحدا ً تلو الآخر دون كلل أو ملل, لكن دون جدوى , فكل الأرض التي لم ينزل بها الأنبياء هي الآن أكثر تطورا ً تكنولوجيا ً وإنسانيا ً من الأرض التي كانت مهد كل النبوات , وذلك لأنهم كانوا الشعب المناسب في المكان المناسب , بغض النظر إذا كان ذاك الشعب توحيدي أو وثني أو لا ديني أو غير ذلك. أما شعوب خريطتـنا الجميلة , فقد كانوا ينحرون الخراف قرابينَ باسم الآلهــة المتعددة أما الآن فصاروا ينحرون البشر قرابين َ باسم الله الواحد , سابقا ً كانوا يستخدمون السكين المباركة من قبل الكاهن أما الآن فقد صاروا يستخدمون الساطور والشنكل المباركين, سابقا ً كان الفرد يرث السبايا والجواري و زوجات أبيه ,أما الآن فإنه يرث زوجات وبنات بلده من مخطوفات ومسروقات من عملهن وشوارع مدينتهن و بيوتهن. من أجل ذلك أقترح على الجامعة العربية التي لم تجـِد حل لمشكلةٍ سياسية عربية واحدة وعلى الأمم المتحدة التي لم تضع يدها في بلد إلا وعاثت فيه إفسادا ً حتى بدا أن التقسيم هو أهون الشرور , فيرضاه الشعب مكرها ً لأنه يحل له أزمة أمنية مستفحلة . أقترح عليهم جميعاً ألا يتدخلوا من أجل إنقاذ الشعب السوري لأن عدم تدخلهم هو بحد ذاته إنقاذ للشعب السوري. ثم أن الشعب الذي لا يتابع أي تقرير أمريكي عن أزمته الحالية أو أي تقرير غربي عما يحصل في بلده , الشعب الذي لم يكلف نفسه عناء البحث عن أسباب ثورات أوكرانيا و بيلاروسيا وجورجيا وقرغيزيا وفينزويلا وغيرها وعن منظمات أوتبور وكانفاس و الجمعيات الأمريكية لدعم الديمقراطية ...ألخ , ولو أنه فعل لكان وفــّر على نفسه وعلى وسائل إعلامنا الكثير من الأسئلة والتوضيحات والدمـــاء . إن الشعب الذي لم تدفعه أزمته اليوم إلى البحث عن كل تلك المعلومات لا داعي له أن يعرف شيئا ً إلى أبد الآبدين. من لا يعرف اليوم لا داعي لأن يعرف غدا ً , من كان جاهلا ً اليوم فليبقَ جاهلا إلى الأبد , " فثيابنا الصوف لا نغيرها" مع شديد اعتذاراتي لأبي فراس الحمداني , لأنه قال هذا البيت في وصف دوام وفائه لسيف الدولة ليس إلا. لعمري إن هذا الجهل أفضل بألف مرة من أنصاف المثقفين الذين وقفوا بضفة ٍ تمايزا ً عن ضفة السلطة , أو أنصاف المثقفين الذي تماهوا بالسلطة وضفتها. والجميع يتحدثون باسمنا نحن الشعب وكأننا أغنام لا تعرف حتى أن تـثـغـو. لذلك أنا مع تعميم ثقافة الجهل ,جهل واحد لوطن واحد , لأن الجهل هو الجزرة الوحيدة التي يمكن للأمة العربية أن تتوحد من أجلها , ولأن ما أثبته التاريخ أن البديل الوحيد لعدم الجهل هو ثقافة أنصاف المثقفين وهي أخطر علينا من أبو جهل نفسه ومن كل استهدافات الخارج لنا. ثم أنه بذلك نكون قد طبقنا منهج ديكارت الفلسفي في أنه عندما يريد دراسة أي موضوع فإنه يتخلص من كل الأفكار المسبقة التي لديه عن هذا الموضوع , وبما أن كل حياة العرب بحاجة إلى إعادة دراسة إذن علينا أن ننسى كل ما نعرفه عن هذه الحياة . يعني جهل واحد لوطن واحد. بعدها سنكون بحاجة إلى نبي جديد لهذه الأرض لكنه ليس بنبي سماوي , بل أرضي فقط , لأن السماء استقالت من أرض العرب , يقوم هذا النبي بالحكم بسياسة ديكتاتورية عادلة تطبيقا ً لمقولة إبن خلدون : إن العرب بحاجة إلى حاكم مستبد عادل , وهذا ما قام الحكام العرب بتطبيقه حرفيا ً على مدى قرون فكانوا مستبدين لكنهم نسوا أن يكونوا عادلين لكن ( جل من لا ينسى) . والسلام.

منذ أن تكشّفت خيوط الأزمة المزمنة التي تعاني منها سوريا وما رافقه من سقوط للأقنعة وتكشّف للمخططات ،والسّؤال الأهم الذي لازال الجّميع (وأجزم) لا يعرف الإجابة عنه وهو :ماذا ستكون عليه هويّة سوريا مستقبلاً؟ جميع اللاعبون الفاعلون في الأزمة (داخليّاً وخارجيّاً) يحاولون تحريك الأزمة باتّجاه بلورة الهويّة التي تناسب مصالحهم. على المستوى الشّعبي البسيط والمباشر يتّضح بشكل أساسي تياران واضحا المعالم : الأول تيّار إسلامي أصولي متطرّف يريد تغيير وجه سوريا العلمانيّة المنفتحة على جميع الأديان والطّوائف،ويحاول إعادتها إلى ما يشبه الجّاهليّة الإسلاميّة والتي يسمّيها باطلاً بـ "السّلفيّة" ،ومن خلاله يسعى إلى إقامة الخلافة الإسلاميّة والتي لم يوضع حتّى الآن أسسٌ واضحةٌ لهكذا نظام حكم ،ويرافق ذلك تطبيق الأحكام الشّرعيّة بدءاً من أدنى تفصيل حياتي (كدخول الحمّام ومسح المؤخّرة) وصولاً إلى اختيار الحاكم،وهذا التّيار محصور ضمن دينٍ واحد وطائفة واحدة ونسبة قليلة متطرّفة من هذه الطّائفة ،ويعتمد العنف في تحقيق هدفه. يقابله تيّار شعبي يحاول الحفاظ على وجه سوريا الحضاري العلماني المتسامح ،وبالنّتيجة الحفاظ على المكاسب التي تحققت ضمن هذا التّوجه الحضاري ،ومنها حقوق المرأة والأقليّات الدينيّة ..الخ،ويتطلّع في نفس الوقت لتحقيق العدالة الاجتماعيّة وسيادة القانون والحريّات العامة والدّيموقراطيّة وغيرها من أمنيات تبدو صعبة التّحقق ضمن الوضع الدّيموغرافي والاستراتيجي المعقّد الذي اختصّت به سوريا عن غيرها من بلاد العالم،هذا التّيار الشّعبي مكوّن من جميع الأديان والطّوائف والإثنيّات ويشكّل الغالبيّة العظمى من الشّعب السّوري،ويعتمد على الجّيش والأمن وعلى نفسه أحياناً (لجان شعبيّة) لتحقيق هدفه. المستوى الثّاني للصّراع هو مستوى سياسي ،والذي يعمل أطرافه على استمالة وتقوية وأحياناً استخدام التّيارين الشّعبيين السّابقين للوصول كلّ إلى هدفه. على المستوى السّياسي الدّاخلي الوضع أكثر تعقيداً بسبب تعدد التّيارات السّياسيّة المتصارعة ،ولكن هناك طرفان يتمتعا بثقلٍ شعبيّ واضح : الطّرف الأول وهو الدّولة السّورية الحاليّة بما تمثّل (نظامها السّياسي - مؤسساتها المختلفة - أهدافها الخارجيّة والدّاخلية - فسادها - غياب العدالة الإجتماعيّة - غياب الحرّيّات العامّة - إعلامٌ ضعيف ومكبّل ..الخ) هذا الطّرف ورغم مساوئه فإنّه لا يزال متماسكاً بنيويّاً بشكلٍ لافت ،ولا يزال قادراً على حشد الملايين في السّاحات ،هذه الملايين هي التي أرغمت محور التّآمر الخارجي على الاعتراف بالنّظام السّياسي كطرفٍ أساسيّ ،وراع للحوار وللعمليّة السّياسيّة،وهذه الملايين هي التي شجّعت روسيا والصّين على الوقوف إلى جانب نظام يبدو جليّاً أنّه يتمتّع بقاعدة شعبيّة عريضة. هذا الطّرف يتنازعه محوران الأوّل يحاول الحفاظ على هويّة سوريا ما قبل الأزمة بمحاسنها ومكاسبها ،وبمساوئها وفسادها ،ولم يستطع حتّى الآن تقبّل فكرة أنّ سوريا يجب أن تتغيّر .والمحور الآخر يريد الحفاظ على سوريا ما قبل الأزمة مع توسيع هامش الحرّيّات وتحقيق نوعٍ من العدالة الاجتماعيّة محاولاً استنساخ التّجربة الرّوسيّة ،وعمله يتمّ على قاعدة "لا بدّ من تغيير ما". الطّرف الثّاني هم الإخوان المسلمون ،الذين لا يزالون يعانون من أزمة فكريّة تسبب لهم مشاكل في الإقناع،فهم رجعيّون بكل معنى الكلمة ،وفي نفس الوقت يطالبون بالحرّيّة والدّيموقراطيّة وحقوق المرأة،وهم مجرمون سفّاحون ،ويطالبون بالعدالة ودولة القانون،وهم مدعومون من الغرب "الكافر" ومن استخباراته ،ويريدون نشر الإسلام ومحاربة الكفر والكفّار ،وهم يتحالفون مع الفاسدين أمثال الخدّام و الدّواليبي ،ويدّعون النّزاهة ،إلى آخر ما هنالك من تناقضات.ولكنّهم وللأسف استطاعوا التّغرير بعددٍ لا بأس به من أفراد الشّرائح الاجتماعيّة المسحوقة والمهمّشة تحت شعارٍ عامٍ جدّاً وضبابي للغاية وهو "الإسلام هو الحل". يضاف إلى الطّرفين السّياسيين الدّاخليين السّابقين عدّة أطرافٍ أخرى تدور في فلكهما وغير معروفٍ عرض القاعدة الشّعبيّة الدّاعمة لها ،ولا وزنها الحقيقي في الأزمة الحاليّة ولكنها ترتكز إلى بقايا أحزابٍ وتيّارات استطاعت البقاء بعد عدّة عقودٍ من التّهميش والملاحقة والاضّطهاد وربّما القمع،وهذه الأطراف تحاول في كثيرٍ من الأحيان مسك العصا من المنتصف تقريباً أو إلى يمين المنتصف ويساره ،حيث يتغيّر موقع المسك حسب تغيّر أمواج الأزمة ورجحان الكفّة باتّجاه أحد الطّرفين السّابقين. في المستوى السّياسي الخارجي الذي يشكل محور إسنادٍ ودعمٍ للأطراف الدّاخليّة هناك أيضاً محوران أساسيّان : المحور الأوّل يجتمع تحت عنوانٍ كبيرٍ وعريضٍ واحد هو "إسقاط النّظام" ويختلف على الكثير الكثير من العناوين الفرعيّة كطريقة الإسقاط (عسكريّة أم سلميّة) وهويّة الدّولة(إسلاميّة أم عربيّة أم فيدراليّة أو خليط) والنّظام السّياسي(إسلامي رجعي أم إسلامي ديموقراطي) ،وباعتبار أنّ هذا المحور يرتدي العباءة الإسلاميّة ويضع قبّعة "الماستر" الأمريكي ،فقد انضوت تحته جميع الجّهود التّركيّة والفرنسيّة والسّعوديّة والقطريّة وضمناً الصّهيونيّة،وجمعت تناقضات ما أنزل الله فيها من سلطان بسبب الاختلاف الأساسي على الهويّة التي تضمن المصالح. هذه التناقضات يجهد المايسترو الأمريكي بضبط إيقاعها لئلا تسبب انفراط عقد التّآمر الغربي قبل انفراط عقد النّظام السّوري ،كما تظهر هذه التّناقضات على الأرض بين أطراف المعارضة السّياسيّة الدّاخليّة والخارجيّة على شكل هياكل مشوّهة غير متجانسة وتشكيلاتٍ مؤقتّة لا تصمد طويلاً أمام عوامل الزّمن والحقيقة والمصالح المتضاربة ،وتظهر أيضاً حتى على شكل نزاعاتٍ مسلّحة هنا وهناك. المحور السّياسي الخارجي الثّاني يجتمع أيضاً تحت عنوانٍ عريضٍ وواضح ومتماسك حتّى الآن وهو الحفاظ على التّوجه السّياسي الخارجي لسوريا ،وبقائها كحجر عثرة في وجه الإيديولوجيّات الرّجعيّة التي تصبّ في مصلحة المصالح الإستعماريّة الغربيّة ،وفي نيّتها تكريس وتركيز "حجر العثرة " هذا ليكون حجر أساسٍ تعيد بدءاً منه بناء القطب العالمي الجّديد في نوعٍ من إعادة التّوازن العالمي. وكما يعلم الجّميع فهذا المحور تتزعّمه روسيا وتدعمه باقي دول بريكس والدّول المرشّحة للإنضمام إليه ،ويتميّز هذا الحلف بقربه من الشّعوب ومعرفته الجّيدة بها ،وبوضوح الرّؤية والاتحاد خلف هدفٍ وحيدٍ وثابت. بعد عامٍ وشهران على بدء الأزمة في سوريا فإنّ الدّولة السّوريّة بما تشكّل والمحور السّياسي الخارجي الدّاعم لها لا يزالان يحققان الانتصارات على الأرض وفي السّاحة الدّوليّة ويتّصفان بتماسكٍ صلب ورؤية واضحة ،بينما المحور المعادي وأدواته على الأرض لازال يعاني من نكسةٍ تلو الأخرى ،هذا غير الإنشقاقات المتكررة والفضائح المشينة التي تصيب رموزه وأعضاءه. وبالتّالي فالنّتيجة معروفةٌ سلفاً ،ولكن من غير المعروف حتى الآن هو كيف ومتى سيتمّ كتابة الأسطر الأخيرة في الأزمة السّوريّة التي شغلت العالم بأكمله بما فيهم سكّان القطب الشّمالي.

هملقارت ... اذكر جليا ذلك اليوم الذي دك فيه القرضاوي طرف جلابيته في حزامه مشمرا عن ساقيه ليهرول سريعا الى باميان الافغانية بهدف اقناع طالبانه ، بعدم هدم تماثيل بوذا التاريخية ، مستجديا باكيا على اطلال حضارة " كافرة " و اصنام إله . طار القرضاوي الى هناك على راس وفد قطري لاعطاء الفتوى الشرعية لأمير المؤمنين في افغانستان ، بان هذه التماثيل لا تعبد و بالتالي ليس من ورائها فتنة على المسلمين ، بل ان هذا العمل سيشوه صورة الاسلام ، كما انه سيغطي على القضية الفلسطينية !!!!!!!!!!!. و قال ان تدمير التماثيل " بدعة " ، و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة ..في النار اذا ففلسطين هي عنوانه الابرز فلا صورة يجب ان تعلو على صورة فلسطين ، و لا صوت يعلو فوق صوت المعركة . سأهبط الى الحديقة بجانب منزلي ، و اجمع ترابا بحجم غضبي و ادفق فيه ماءا من بردى ، و أعجنه بيدي الناقمتين ، و ارمقه بنظرة حزن و دمعة ، ثم ساشكله تمثالا لسوريا ، ارفعه بجانب شجرة الزيتون ، و اشعل لفافة تبغي و اراقب جفافه ، سألونه بالالوان الأربعة أحمر من دمي و اخضر من شجرة الزيتون و ابيض من ضحكة طفل يراقبني و اسود من بقايا تبغي و اعواد الثقاب . لن اسجد له ، لن ابدع في تفاصيل جسده ، لن اضلل احدا عن طريقة ، و ساضع ورقة من التوت على مفاتنه . ثم سأعمل فيه ثقوبا حسب نظرية الثقب العلمي و اضع فيها مفرقعات ، و أصرخ بأعلى صوتي ، سأفجرك يا تعبي ، سأنسفك يا أملي ، سأغتالك يا وطني . و بطرف عيني انظر الى نهايات الطرقات ، هل سياتي من يمسك بيدي و يمنعي من اشعال الفتيل ، حتى لا يعلو صوت الانفجار على صوت المعركة ، و حتى لا تُنسى فلسطين .

استغرب من بعض المثقفين الذين يكتبون ان المسيحيين هم سكان سوريا الاصليين!!! هذا صحيح و لكنهم ليسوا بالتاْكيد وحدهم السوريون الاصلاء. يعني اذا كان اجدادي من المسيحيين و دخلوا الاسلام هل اكون في نظرهم سورية وافدة او اصيلة؟؟؟ يذكرني هذا الكلام بكلام الكاهن القبطي المتهور الذي وصف المصريين المسلمين بالضيوف!! طبعا من كتب هذا الكلام (مثقف) مسلم.

ذهب الحمار بعبوة ناسفة .... فرجعت و رجع الحمار و بحبــــــــــــــــــك يــــا حمــــــــــار

في مكان ما في هذه الزاوية عبرت عن رأيي في مؤتمرات التقريب بين المذاهب فهي نكتة ثقافية وسألت لماذا التقريب , وما الهدف منه, يعني لا أستطيع أن أعيش إلا مع من يوافقني أو يقترب مني في الرأي . لذا نحن لسنا بحاجة إلى مؤتمرات تقريب نحن بحاجة أن نتعلم كيف نقـبل بعضنا المختلف عن بعضنا الآخر أي ثقافة الحوار والعيش المشترك. وعندما تستطيع أن تستنسخ أبناءك كصورة طبق الأصل عنك عندئذ فكر في التطابق والتقريب والترقيع . والسلام. (الجمل): بدلا من التقريب بين المذاهب أقترح الإستغناء عن المذاهب والتعامل المباشر مع الرب دون وسيط..

أكثر ما أثارني في برامج الأحزاب الإنـتخابية أنها جميعا ً تستجيب لمطالب الشعب , وتعِـدُ أنها سوف تـتخـفـف من ملابسها وتركض عارية كي تحقق تلك المطالب. ما على المواطن إلا أن يطلب َ ويتمنى والأحزاب سوف تفــرُك المصباح السحري الذي لديها وتجد الحل قبل أن يظهر المارد توفيرا ً للوقت لأنه كالساطور إنْ لم تقطعه قطعك. إن مشكلتي كبيرة في أن تستجيب الأحزاب لكل مطالب الشعب. أو بمعنى آخر إن مشكلتي كبيرة في أن تكون مطالب الشعب هي قاطرة الأحزاب . بالقياس , منذ سنين لم يكن في حلم المواطن أكثر من هاتف ثابت , وإذا شطح في الحلم يطلب جهاز هاتف لاسلكي , داعيا ً ربه أن يبعده عن أصحاب هواتف السيناو لأنه يتم فيها سين وجيم. ثم ظهر الخليوي من غائب علمه وانتقل خلال عام واحد من فزلكة أورستقراطية إلى حاجة شعبية , لذا إحدى تعاريف علم التسويق : هو خلق حاجات جديدة لدى المواطن . أوليس أرسخ دعائيا ً للأحزاب السورية أن تفعـِّـل برامجها الثقافية بدلا ًمن أن تدخل في سباق دعائي يزول كفقاعات الصابون. لذا أنا أطلب من أحزابنا العتيقة والجديدة أن تخلق لنا الحاجة للفرح , والحاجة للموسيقا والحاجة للشعر والحاجة للنحت والحاجة للحب , لأننا قوم نضحك ولا نفرح, ونرقص الموسيقا ولا نسمعها, ننظم الشعر ولا نكتبه, ونقـتـني المليكانات لا المنحوتات ,و نستدر عطفا ً حُـرمنا منه بدل أن نحب,وننكح بدل أن نتزوج . لذلك أريد من هذه الأحزاب أن تفتح لإنسانيتــي طاقة ً تـتـنفس منها أو شباكا ً . يشير يوليوس قيصر في مسرحية شكسـبير إلى أكثر أعدائه المقــلـقين واسمه كاسيوس وهو مقلق بنظر يوليوس لأنه مفرط في الإرادة قياسا ً على العقل والحساسية ,فليست العدوانية هي ما يصنع هذا الرجل بل غياب السرور والحساسية والحياة الفكرية , فيقول: " هذا النحيل كاسيوس الذي نادرا ً ما يبتسم والذي لا يهوى المسرح ولا يستمع لأي موسيقا .....إلخ " . لا أدري هل كان كاسيوس وهابيا ً !!!!. والسلام.

تحدثواعن حمص والأربعاء.. وعن ناسها الطيبين الظرفاء.... وطقسها ولطف الهواء... وسيارينها وطيب الشواء... وعَرَقِها و جمالِ النساء ... وحكمتها وقربها من السماء.... ورائحةِ الفن فيها تملأ الأجواء... ولكنهم نسوا عهَر وهابييها في الخفاء.. وخبثَ المشايخ والخطباء.. وفتاوى الأيور تزور أرحامَ الإماء... وأجيالاً تعلمتْ أنَّ للطائفة الانتماء.. وأنََّ للِِمِلّة وكهنتِها كاملَ السمع والولاء.. وفجأةً رُفِع عن هذه البقعة الغطاء... فغاصت في مستنقع الدماء... وبات الفكر فيها هو الهباء... واغتيلت بقيةُ المحبة و الإخاء... أكانت قطعة من الوطن أم هذا هراء..؟؟؟ طوبى للغرباء...طوبى للغرباء.... طوبى للغرباء...

لقد مرت على قرعتي ومن هم من جيلي وقرعة جدي وأجدادهم : نحن الذين نمارس لعبة التعايش رغما عن انف الجهل كطوائف وأعراق سكنت الأرياف وملاحق المدن بقصد العمل ، ونحن الذين بدأ تاريخنا مع دخول العثمانيين العسكري احتلالا لبلاد الشام ... لم نتعرض الى مثل ما يحدث الآن في القرن الواحد والعشرين؟! اشترك جدي في حرب القرم مع بني عثمان ضد الروس ومن لف لفهم ...وعاد من أعالي ( تركيا) الامبراطورية العثمانية سيرا على الأقدام الى قريته النابتة على تخوم البادية فكان المتعلم الوحيد من بين سكان عدة قرى.. ليكون مرجعا في كتابة المكاتيب الى الغيّابً وقراءة رسائلهم الواصلة الى أحبائهم والذين كان منهم الأحياء والأموات لا فرق بسبب الزمن الطويل الذي كانت تستغرقه الرسالة حتى تصل ؟! لم تكن هناك ضغينة بين أطياف المجتمع سوى ما يكون ابن ساعته كخلاف على ارض او جني رزق أو أجرة لم تحدد سلفا وهكذا ولم يكن هناك خلاف عقيدة او مذهب برغم وجود المتنوع في نفس الوقت لم يكن يرتاد تلك الضيع الضائعة رجال دين الا في المناسبات القليلة .. حيث كانوا يكتفون بما يقدم لهم من هدايا وقليل من الأموال العينية لندرة توفرها نقدا .. كان الإقطاع سمة المجتمع الريفي بشكل عام في سورية حتى زمن قريب من منتصف القرن العشرين ... وكانت سلطة الإقطاع في الريف ، تنتظرها سلطة البورجوازي المتحالفة مع رجال الدين في المدينة ، وكان الريف في موضع المورد لمصالح المدينة عبر ما ينتجه كدا وعرقا .. وكانت حصة الريف لا تذكر في حسابات الدخل القومي لهامشيتها : اريد ان اصل الى ان تأييد رجال الدين لم يكن مجانيا لأصحاب رؤوس الأموال الوطنية الذين كانوا هم السلطة .. السلطة التي كان دور الريف بها كمتنسم ريح (المشاوي )المرغم على دفع قيمة ما يشم من رائحة الشواء الذي يلتذ بمذاقه غيره ... وبرغم ذلك لم تكن هناك فورات دموية على طريقة ما نلحظ الآن ( في ظل ثقافة ووعي القرن الواحد والعشرين ) فماذا عدا مما بدا ؟ أموال الخارج السوداء تمددسلطة رجال الدين من المتنطحين للإسلام بتطرف .. استمرار سطوة الاستعمار الغربي بأشكال مختلفة تحول البلاد من كونها تحت سلطة عثمانية ( امبراطورية ) رائدة على المستوى الدولي الى كونها بلادا مهزومة تحت سلطة الاستعمار .. كان التخلف سيد الموقف في العهد العثماني وكانت الخلافات على قد الحال .. اقل شيطنة ودموية الا من بطش السلطة نفسها .. اما في عهد الاستعمار ( المتنور) فها نحن نعيش نتائج شبه تحررنا منه بوجود شبه الوعي وشبه الثقافة وأشباه الناس وسطوة تسلل للمال من الخارج شراء للذمم والبراءة والفاقة بثمن بخس ليتغلب وهم مآل من يقدم نفسه مقتولا على انه ماض الى الجنة وغيره الى النار في الوقت عجز فيه عن تامين متطلبات الحد الأدنى من ضرورات معيشته بسبب تبرع من فوض اليهم أمره بان يكونوا اولي امر لإغاثة الملهوف ، كأفضل المعروف ،؟! ليس بكاء على عهد التخلف تحت ( بنديرة ) العثمانيين بل نظرة الى ما ألت اليه امور الناس برغم كل ذلك الضخ التنويري للثقافات من اقصى اليسار العلماني الى يمينه ، فيسقط الراعي السوفييتي لصالح تنمرالراعي الاميركي .. هذا الذي يأكل الباطل على انه حق من أسمى حقوقه في ظل من يرى مثلما يرى من حديثي النعمة السوداء في ترابط من المصالح لا تنفع معها موازين العدالة لا باسم الاسلام ولا باسم المسيحية ولا باسم اي عقيدة اخرى وضعية ؟؟! اقتلوا بعضكم بعضا لنحيا : ربما انه شعار صراع الحضارات المنتصر فيه طرف واحد قد حدد سلفا وعلاماته احتلال البلاد والتسلح واواستضعاف الشعوب وفرض سلطة الوصاية النقدية على مدخراتها ومآل أنفاق تلك المدخرات ... لم تعد هناك اهداف حيوية ( وحدة عربية او حتى اسلامية ) على قاعدة استعادة وهج ما انطفأ تاريخيا بعد ان أسقطت التجارب القومية كل امل وغيب أشخاص ورموز من تصدر حملة تحقيق الاهداف كل وعي بذلك لمصلحة آنية في حساب الزمن ، فيدفع الثمن من انجرف وراء المثل من الفكر والرؤى دما نازفا لما يزل يجرى في غير مجراه الوطني ؟؟!! لكن برغم ذلك يمكن القول استقرارا للتاريخ ان البلاد كانت قد مرت بأحداث جسام عبر التاريخ ، وأن من مات اوقتل في سبيلها لا يزال حيا يسعى في عقول من لا يتردد شجاعا في ان يثبت دائماً انه سوف لن يحترق او ينفجر الا في سبيل انسانيته الجامعة بإرادة الحياة لا الموت : الشجاعة تكون اما فردية او جماعية فهي : تضحية ورمز عندما تكون فردية وانتصار ونهج عندما تكون جماعية ما نعيش الآن يكاد يشعرك بالانسحاق التام !! لكنك لست وحدك فمعك نصف العالم الذي يعتبرك رأس الرمح الذي يجب ألا ينكسر لان ما وراء ذلك ما هو أشر بالنسبة لتماسك هذا النصف ! فلنبقى متماسكين متبصرين بما يحاك من خدع غير مسبوقة ضدنا ؟؟! ولكن كيف نكون جماعة كبيرة مؤثرة لنقوم بذلك ...هذا هو ما ستسفر عنه الأحداث القادمة .. النتائج النسبية لما حل بسورية حتى الآن مشجعة لصالح وسطية قوام عجينة البلاد وصلابتها بالقدر اللازم لدرء الفتن . عجيبة  

شكرا حنظلة

بداية لا بد من الإشارة أننا في شغب لا نعلّق على مادة صحفية بل نشارك في توضيح ما يشغلنا. كلُّ سوري يحب سوريا بطريقته و كل له طريقته بالتعبير عن حبّه و قد نختلف في التعبير عن هذه المحبة و نختلف برؤيتنا للأزمة من حيث الأسباب و الحلول من خلال ما نشاهد ما يحدث حالياً على الأرض السورية. كما ذكرت سابقاً أنجزنا التحليلات و الدوافع و هذا ما يندرج تحت تسمية Social Process أي العملية الإجتماعية و الخطوة الثانية تكون في الخطوات التنفيذية أو عملية اتخاذ القرار Decision Process التي تشمل تبادل المعلومات Intelligence و التطوير أو الدعم Promotion و التأطير أو القوننة Prescription ويأتي بعدها التطبيق ثم التعديل أو الإلغاء. أيضاً تطرّقتُ إلى التعرّف إلى المشكلة أو Problem Orientation و تشمل الأهداف و الإتجاهات Trends و الشروط و تقدير الإحتمالات المستقبلية و البدائل. نحن كشعب سوري لدينا أهدافنا التي لا تنسجم بالضرورة مع أهداف القيادة السياسية. و لكن ما دمنا حالياً ندعمها في هذه الأزمة الجلل بسبب وعينا بأن ما نُسج و يُنسج لنا ليس الحرية و لا الديموقراطية و لكن الفوضى و الشرذمة و أن الهدف تركيع سوريا و إزالتها من الخارطة الحضارية. علينا مساندة الحكومة ليس لأنها ما نصبوا إليه بل لأننا نرى أنها مرحلة للعبور إلى المرحلة التصحيحية التي نريدها. هذه المساندة يجب أن تنبع من رؤيتنا للأزمة و بما تقتضيه مصلحتنا المرحلية و المستقبلية. باختصار شديد أجد أننا ندعم السلطة ويجب أن نتابع ذلك فهي ضمان استمراريتنا أي أننا نريد النظام لا الفوضى، فنحافظ على المؤسسات العامة و مكتسباتنا. أما ما علينا كشعب سوري فأقترح أن نبدأ الحوار. و هنا لا أقصد حوار السلطة مع المعارضة فهذا مع أهميّته إلا أنه خطوة سابقة لأوانها. لأن السلطة يجب أن تحاور الموالاة أولاً، أطياف الشعب السوري الذي يريد الدولة السورية كراعٍ و مظلة و ممثل وحيد للشعب السوري. فما تم إنجازه خلال 66 عاماً من عمر الدولة السورية منذ الإستقلال حتى يومنا هذا، بكل تقلباتها و حكوماتها يحتاج لإعادة دراسة و تحليل. يجب أن نعلم ماذا حققت الدولة للسوريين ماذا أنجزت و بما أخفقت. ما هي النظم الإقتصادية و الإجتماعية و السياسية التي حكمت البلاد و ما سيلائم السوريين لخمسين عام قادم. إن هذه الخطوة هي البداية كمرحلة تبادل المعلومات أعلاه. على المدى المنظور علينا أن نحدد الهدف قريب المدى، حيث تحقيق الأمن و الأمان لجميع المواطنين جزء هام و لكن ليس كافٍ. أهدافنا الإستقرار والحرية و العدالة الإجتماعية و العيش الكريم، ليست شعارات بل كلٍّ منها يجب شرحه و تفصيله و وضع الخطط لتحقيقه ثم تقويم فاعليته و التعديل إن لزم الأمر. علينا العمل و تحقيق هذه الأهداف بأنفسنا فالسلطة السياسية ما زالت في السلطة رغم كل الأحداث و الضحايا و الدماء، و ما زال الأفراد المستفيدون و تجّار الأزمات في أماكنهم و لا تهمّهم الخسائر ما داموا على رأس عملهم. يجب أن يعلم هؤلاء المتاجرين بقوت الشعب و أرواح الشهداء و دماء الشهداء الأحياء أن أيّامهم معدودة و كراسيّهم (عروشهم) بدأت تتزلزل من تحتهم. إن التخلّص من هذه الآفات و الجراثيم الضارة بالبلاد و العباد و لو بإحالتهم إلى التقاعد إن لم يكن عبر محاسبتهم حتى من دون أدلّة حسية فثرواتهم و أملاكهم و أولادهم ووو أكبر دليل على تواطئهم على الشعب و البلاد؛ و استبدال الطاقم الإداري الفاسد هو الحل الأنجع و هنا أقترح على صاحب الجمل البدء بنشر ما يُعرف من ثروات و أملاك أصحاب المناصب و بدايةً بالأقدم في منصبه. أخوكم القاضي

المكان :قرية قورين – أريحا – إدلب. الحدث:مجموعة كبيرة من الإرهابيين المجرمين يجتمعون حول حمار مسكين،يحمّلونه ويحمّلونه ويكدّسون فوق ظهره المتفجّرات،وباعتبار أنّ هذا الحيوان المسكين لم يعترض يوماً على نوع الحمولة لا بل إنّه نادراً ما يعترض على الظّلم والمهانة التي يتسبب بها بني الإنسان ،فقد كان صبوراً مطواعاً إلى ان انتهوا من التّحميل،وحضر من يثبّت الصّواعق وجهاز التّفجير عن بعد . ثم ما لبث الحمار المسكين أن ضاق ذرعاً وربّما خوفاً من تجّمع هؤلاء الوهابيين ذوو الأشكال المفزعة ،والذّقون الكريهة ،والشّوارب المسلوخة من حوله ،فبدأ يقفز ويرفس و يعض ،والمجرمون يحاولون الإمساك به وتهدئته دون جدوى، إلى أن سقط الحِمل الخطير واصطدم بالإرض مسبباً انفجاراً هائلاً. المكان:في السّماء .. أمام بابين عملاقين يتوسّطهما بوّاب مأمور،يقف اثنا عشر "وهابيّاً إرهابيّاً " وبينهم حمار!!!!. البّواب: إذا الشّباب من فلسطين بوشكون على باب الجّنة فوراً. مجموعة 12 إرهابي وهّابي:لأ نحنا من سوريا. البوّاب:كمان من سوريا !!!! هالإيّام عم يجي كتير من سوريا ،بس من شكل إصاباتكون ،والأشلاء يلي منتّفة تنتيف كأنو ضاربكون صاروخ إسرائيلي من طيّارة F16 !!!. مجموعة 12 إرهابي وهّابي:لأ نحنا مجاهدين من سوريا ،واستشهدنا بسبب غلطة صغيرة ،لهيك وباعتبارنا شهداء ممكن تفوّتنا عالجّنة إذا سمحت ، لأنو ناطرتنا حوالي 480 حوريّة وما عم نقدر نستنّا. البوّاب: آآآآه "مجاهدين" من سوريا !!!!! هلأ فهمت ،ومستعجلين عالحوريّات ؟؟؟ فعلاً أنكم حمير. الحمار (ينطقه الله) :إذا سمحت ،لا تغلط !!!!. البوّاب:أنا آسف ،بسبب شو جمعك يا "حضرة " الحمار مع هالأوباش هدول؟؟؟. الحمار:شويّة حمرنة منّي ،وكتير حمرنة منهم. البوّاب:من لمّا حكيتوا عن الحوريّات عرفت أنّو الحمير أفهم منكم،على كلّ حال بالنّسبة للجّنّة لازم تنتظروا الحكم تبعكم. مجموعة 12 إرهابي وهّابي:لسّا في حكم كمان،عم نقللك نحنا مجاهديييين ،وشيخنا وعدنا بالجّنة وبالحوريّات ،شو لسّا في كلام تاني؟؟؟ البوّاب:لما بيجي الشّيخ تبعكون،يلّي ورّطكون بهالورطة لهون ،رح يكون في أكتر من كلام تاني معو ،بس أنتو هلأ منشوف الحكم تبعكم. البوّاب(يمسك الحكم بيديه ويقرأ) :مجموعة 12 مجرم سفّاح من أريحا - إدلب ،ثبت عليهم قتل الأبرياء وتخريب الأرزاق والاعتداء والتجبّر على البشر،الحكم : على جهنم خالدين فيها أبدا. مجموعة 12 إرهابي وهّابي:بس يا حضرة ..... البوّاب :ولا حرف – تُفتح البوّابة وتسحبهم مع صراخهم. البوّاب (يتابع القراءة) :الحمار وبسبب تفانيه في خدمة بني آدم ،وموته مظلوماً على أيدي المجرمين ،الحكم : يذهب إلى الجّنة . الحمار : بيطلعلي 40 حمّوريّة ؟؟؟؟؟ البوّاب :الله يجيرنا.

إلى العزيز " صيّاد جبلي": أعجبتني سلسلة العدالة الإلهية ...وأكثر ما أعجبني بها شآمة الحمار !!!، وبما أن هذه الحادثة استوقفتني مليّاً، حيث كان الحمار في حالة " التجلّي "(أي خلعه لقناع تخلّي العقل) ... وقد كانت مفارقة ملفتة لبعض حالات " التخلّي" لبعض الحمير!!!، لكنك عدت وألبسته ذلك القناع في ختام الحوارية (القفلة ما كتير موافقتك عليها!)، خلّيه من الأول للآخرة(التاء المربوطة مهمة في حالتنا هذه ) ...عبرة لبعض مدّعي العقل !!!.

في سورية مجموعة من الفنانين نذرت نفسها للدفاع عن الحرية والديموقراطية وللوقوف ضد القمع والظلم و الحصار وخاصة حصار الأطفال المحتاجين للحليب . وأغلب ظني أن موقف هؤلاء نابع من حب مطلق للحرية والعدالة والديموقراطية أكثر مما هو ردة فعل على جوع اأطفال للحليب . في مصر صدر حكم ضد عادل إمام لإزدرائه الأديان في أعماله وهو حكم ضد الفن والفكر عامة وليس ضد شخص بذاته , وهذا الحكم يعني بالدرجة الأولى الفنانين . الحكم ضد عادل إمام هو معركة أجت على رجليها لكي يمارس فناني الحرية وتمارس فنانات الحليب في سورية ماخلقوا لأجله الدفاع عن الحرية وإدانة القمع والحصار , ولكن ياللعجب لم نسمع منهم صوتاً يمكن لأنه عادل إمام متل الطفل ساري قد بلغوا الفطام يعني لم يعودوا أطفال حليب مما يخرجهم من دائرة أهتمام فنانات الحليب الحنونات , لكن ولكي لا يفوت المذكورات شرف النضال في معركة عادل إمام بعدما فاتهم الوقوف مع ساري وأمه ( بسبب تجاوز ساري كما أسلفنا السن القانوني للتضامن معه حسب لوائح تنظيم الحليب ) قام أحد المكشوف عنهم الحجاب وأصدر فتوى رضاعة الكبير وهكذا يمكننا تبشير فنانات الحليب أنه أصبح بإمكانهم وبموجب فتوى شرعية الوقوف مع عادل إمام الذي لم يتجاوز مرحلة الرضاعة كما أتضح و كذلك العودة لإعطاء رأيهم في مصرع ساري . إلا إذا كانت اللوائح تنص أن التضامن مع الرضع .... الدرعاويين حصراً . ملاحظة 1 : ما ينطبق على فناني الحليب ينطبق على أحد رجال الأعمال المهتمين بالثقافة والفن وخوض معارك الحرية ... لأجل النجومية الأجتماعية , كمان ما سمعنا صوته . ملاحظة 2 : الحقيقة لا يعنينا إن تكلم السابقون جميعاً أم صمتوا هم وأمثالهم , وهذه المقالة للتذكير بالنفاق بشكل عام وأخترت المذكوريين كمثال فقط فهم ومواقفهم لا يستحقوا لا الذكر ولا الأهتمام . ملاحظة 3 : كوننا نخوض حرباً عالمية في سورية لا يعني أننا أنسحبنا من الحياة العامة لنهتم بمشاكلنا فقط فنحن سوريون وبإمكاننا القتال على كل جبهات الفكر والحرية والعدالة ولذلك فنحن نقف مع عادل إمام ومع أحرار البحرين ومع السجناء الفلسطنيين ومع كل من يحتاج للتأييد والدعم لأنه على حق.

من المستفيد من العقوبات الإقتصادية على سوريا؟ هل كانت الحكومة تعلم بهذه العقوبات؟ هل كانت جاهزة أم جاءت العقوبات على غفلة؟ هل كانت ضامنة للخيار بالإتجاه شرقاً و تبعاته؟ الإجابة على هذه الأسئلة يوضح نوعية و جودة العمل الإداري و التخطيط و وجوده من عدمه. ليس لدي أيّة إجابة و لكن ما خبرناه على مدى عقود هو انعدام التخطيط و كثرة التخبّط و التخبيص. في مداخلة سابقة أشرت "في إجابة لي، منذ أكثر من عشر سنوات، على سؤال أين نحن من الركب المتقدم؟ قلت الغرب يخطط لعشرات السنين ونحن ما زلنا نحاول أن نسجّل ما قمنا به من خمس سنوات." هل من رؤية لدى السلطة متى ستنتهي العقوبات و كيف و بأي ثمن؟ إلى أي مدى نستطيع تحمّل هذه العقوبات؟ هل يستطيع الشعب التعايش معها؟ مادام الرهان على الشعب بأن يثور على السلطة تحت ضغط العقوبات، هل تمّت معرفة المدى الذي يستطيع الشعب تحمّله عبر دراسة وافية أم سياستنا الإقتصادية ما زالت على التوكّل (التواكل)؟ من يستطيع الإجابة على هذه الأسئلة له جائزة كبرى مقدارها فرنك سوري أي خمسة قروش سورية كاملة. أخوكم القاضي

http://a2.sphotos.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-prn1/538725_305541729526205_100002111412816_709850_821920300_n.jpgمغربي كاعي كــيــف ســيــطــر آل مــردخـــاي عــلـى مــكــة الــمـكــرمـــة و الــمـديـنـة الــمـنــورة كيف أصبح آل سعود عربا ؟ يتشدق آل سعود بالصلة النبوية و أنهم من قبيلة عنزة العربيّة وذلك لتغطية مؤامرتهم على الأمّة و على أصلهم اليهودي المنحدر من بنى قينقاع ذلك البطن من اليهود الذين ساهموا بدهائهم وأموالهم ورجالهم الأجراء في هزيمة الرّسول وإصابته بجروح في معركة أحد هذا إلى جانب حصار الماء الشّهير حيث كانت الرأسمالية اليهودية تسيطر على كل آبار المدينة عندما منعوا النبي و قومه من الشّرب مما جعله ...صلى الله عليه و سلّم يطلب من عثمان بن عفان أن يشتري منهم نصف البئر لتشرب العرب و لينهي حصارهم . و ما طرق اليهود الخبيثة الأولى و الحالية إلا نفس الطرق الخبيثة التي يسلكها سليلي بني قينقاع عائلة آل سعود ... في عام 1473 م بدأ تاريخ إنتساب بنى قينقاع للعرب حين سافر ركب من عشيرة المساليخ من قبيلة عنزة العربيّة النّجديّة لجلب الحبوب من العراق وفي البصرة ذهب أفراد الركب لشراء حاجاتهم من تاجر حبوب يهودي أسمه مردخاى بن إبراهيم بن موشى و أثناء مفاوضات البيع سألهم اليهودي عن أصلهم فابلغوه بأنهم من قبيلة عنزة وما كاد يسمع بهذا الاسم حتى أخذ يعانق كل واحد منهم بحرارة و يضمه إلى صدره مدّعيا بإنه من نفس القبيلة و أنّه جاء إلى العراق منذ مدة بسبب خصام وقع بين والده و أفراد من القبيلة و قد إستقرّ به المطاف في البصرة وما أن خلص من سرد روايته التي إختلقها حتى أمر خدمه بتحميل إبل أبناء عمومته بالقمح و التمر و الارز فطارت عقول شيوخ العشيرة لهذا الكرم و قد صدقوا بأنه إبن عم لهم . وما أن عزم ركب قبيلة عنزة على الرحيل حتى طلب منهم اليهودي مردخاى أن يرافقهم إلى بلاده المزعومة فرحب به الركب أحسن ترحيب و هكذا وصل اليهودي إلى نجد حيث عمل لنفسه الكثير من الدعاية عن طريقهم على أساس أنه أبن عم لهم و لكنّه وجد مضايقة من عدد كبير من أبناء نجد لمعرفتهم بتاريخ قبائلهم و شكّهم في صدق روايته مما أضطرّه إلى مغادرة القصيم إلى الاحساء و هناك حرف اسمه إلى مرخان بن إبراهيم . وكانت ميزته و أهله أنهم على عادة يهود الدّونمة يعتمرون الطرابيش الحمراء ويُطلقون لحاهم ويحلقون رؤسهم (لذلك كان البدو يُطلقون على آل سعود أحفاد حُمر الطرابيش) ثم انتقل اليهودي مردخاي بن إبراهيم بن موشي إلى مكان قرب القطيف فأطلق عليه اسم الدرعية تيمنا بدرع علي بن أبي طالب التي سقطت منه في خروجه لحرب معاوية فتحوّزها يهوديا و قضى له فيها القضاء و بعد ذلك عمل مردخاى على الاتصال بالبادية لتدعيم مركزه إلى حد إنه نصّب نفسه عليها ملكا لكن بعض القبائل عرفوا بوادر الجريمة اليهودية وحاولوا قتله لكنه نجا منهم و عاد إلى نجد مرة أخرى حتى و صل إلى أرض المليبد قرب الرياض فطلب الجيرة من صاحب الأرض فأواه و أجاره لكن هذا اليهودي مردخاى لم ينتظر أكثر من شهر حتى قتله و استولى عليها و أطلق عليها إسم الدرعية مرة أخرى و تظاهر بإعتناق الإسلام و دفع لتجّار الدّين و روّات الأنساب بالذّهب و الفضّة ليدعون له و ليزيّفوا التّاريخ و يزوروا في الأنساب و يختلقون له نسبا يصله ببكر بن وائل من بني أسد بن ربيعه و يزعمون أنّه من أصل النّبي العربي محمد بن عبد الله بن عبد المطّلب صلى الله عليه و سلّم. و قد عمّر مرخاي بن إبراهيم بن موشي، الذي أصبح إسمه مرخان بن إبراهيم بن موسى بن ربيعه بن مانع بن ربيعه المريدي وينتهي نسبهه إلى بكر بن وائل من بني أسد بن ربيعه، عمّر الدرعية وأخذ يتزوج بكثرة من النساء و الجواري و أنجب عدداً من الأولاد و أخذ يسميهم بالأسماء العربية المحلية و قد انجب ابنه المقرن الذي جاء معه من البصرة و لداً أسماه محمد أنجب بدره سعود الذي أنجب أنجب بدوره ولدا أسماه محمّد صار في ما بعد إماما للمسلمين وهو الإسم الذي عرفت به عائلة آل سعود ومن هنا بدأ تاريخ العائلة اليهودية التي أصبح أسمها آل سعود وقد التقى الأمام محمد بن سعود بن محمد بن مقرن بن مرخان ( 1744 ء 1765 م ) بإمام آخر أسمه محمد بن عبد الوهاب بن سليمان بن علي بن شلومان قرقوزي ( 1703 ء 1792)صاحب الدعوة الوهابية و الذي ينحدر هو الآخر من أسرة يهودية من يهود الدّونمة الذين فروا مع المسلمين من إسبانيا إلى تركيا و إندسوا بأمر من زعيمهم سباتاي زيفي على الإسلام بقصد الإساءة إليه و لتخريب الخلافة العثمانيّة و تفكيكها و التّغلغل في المجتمع العربي و التّنفّذ في دوله عندما تنشأ من تفكك دولة الخلافة

لم أقرأ ما قلته عن حزب البعث لكنني قرأت ما كتبه المنقلب عليه البواب مشكلتنا أننا نرى ما في عقولنا من أفكار مسبقة و لا يدخل عقولنا إلا كل ما هو فضائحي ... و في المرحلة الأخيرة سمعنا كثير و كثيرا لكن الحقيقة الباقية هي أن الكيان الغاصب الصهيوني و كل من تستر عليه و ماشاه و ماشيا مخترعيه هم بالأساس لا شرعية لوجودهم.... اما حزب البعث فرغم لك التآمر عليه فهو لا يدعو و لم يدعو لفتنة و لا لعنصرية و كان جل ما قاله هو العدالة الإجتماعية الإشتراكية و الكرامة و العمل على توحيد أمة تحمل في حقيقتها مكونات الأمة .... صحيح أن اللعب ضده كان قبل أن يقيم مؤتمره التأسيسي و بعد ذلك انتجت نسخ مزورة عنه فالجنبلاطيون قالوا بالإشتراكية و الحرية ثم الوحدة و غيرهم شكلوها بغير ذلك ما استدعى التبيين أن لا يهم الترتيب للأهداف بل تلازمها و العمل على تحقيقها بأي شكل كان هو جيد ....اليوم يجد البعثي نفسه في لجة فهاهم الوهابيون قد لوثوا المة و التاريخ و ها هم الجعاجعة اقتطعوا قطعة و الخريريون كذلك وووو فالأمة مريضة بشتى الأمراض و الخلاص لن يكون دون مخاض شديد قد يكون الطريق للموت لكن الشمس و حتى عندما تتحمل لمارد أبيض ميت تبقى في حقيقتها أم الحياة و سببها و البعث الذي يتناوله هذا و ذاك ( الخون-جي و السلفي السعداني و الخنزير القطري و اسرائيل و امريكا ووو هو في الحقيقة نور لمن يرى و علم لمن يعي و انسان لمن يفكر لست عربية المنشأ لكن قراءتي لتاريخ المنطقة ترك في أثرا عميقا و رأيي أن البعث و في البعث يكون الوطن أو لا يكون (الجمل): مازال البعث صالحا لأيامنا هذه وأنا إنما كنت أنتقد وأسخر من موظفيه الذين دمروا كل ماهو جيد فيه ..لقد ماتت روح البعث ولأمر مرهون بالإيمان بالعروبة في زمن الكفر بكل شيء..أشكر اهتمامك يا إيمان..

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...