الروائي الليبي ابراهيم الكوني يفوز بجائرة الشيخ زايد للكتاب

03-02-2008

الروائي الليبي ابراهيم الكوني يفوز بجائرة الشيخ زايد للكتاب

فاز الروائي الليبي إبراهيم الكوني بجائزة الشيخ زايد للكتاب فرع الآداب في دورتها الثانية 2007-2008، فيما فازت الكويتية هدى الشوا بجائزة الشيخ زايد للكتاب فرع أدب الطفل، ومن المنتظر أن تعلن نتائج باقي الفروع الأخرى للجائزة تباعا خلال الأسابيع القادمة، ومن المقرر أن يتم تكريم الفائزين خلال فعاليات الدورة المقبلة لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب خلال الفترة من 11 إلى 16 مارس/آذار القادم.

وقال أمين عام الجائزة راشد العريمي إن الكوني فاز بالجائزة عن روايته بعنوان "نداء ما كان بعيدا"، و"الشوا" عن كتابها بعنوان "رحلة الطيور إلى جبل قاف"، موضحا أن التنافس كان شديدا في العديد من فروع الجائزة لدورة 2007-2008 نظرا للمستوى الرفيع الذي تميزت به الكثير من الأعمال المتقدمة، وأشار إلى أن العديد من الأسماء المعروفة في الساحة الثقافية العربية كانت ضمن المتنافسين في الكثير من الفروع.

وأضاف أن حصيلة المشاركات التي اعتمدت من الأمانة العامة للجائزة وتمت دراستها من المحكمين بلغت 512 مشاركة في جميع فروع الجائزة المختلفة.. جاءت من 30 دولة منها 137 مشاركة في فرع الآداب و74 مشاركة في فرع أدب الطفل.

وقالت اللجنة العليا للجائزة رواية الكوني "نداء ما كان بعيدا" تميزت بتجربة إبداعية متفردة أضافت آفاقا إنسانية وشعرية للسرد العربي المعاصر، وصهرت منظومة من المعارف الأنثروبولوجية والفلسفية العميقة لتمثيل المكونات الأصيلة لثقافة الصحراء الداخلة في تكوين النسيج الحضاري للأمة العربية الإسلامية، وابتكار أشكال وتقنيات سردية أثرت المتخيل الإنساني وأضفت على شعرية السرد تجليات جمالية هامة.

وتدور التجربة الروائية في رحاب التاريخ، مقدمة رؤية إنسانية عميقة في استعانتها بجانب من تاريخ العرب في بداية العصر الحديث في علاقاتهم بالغزاة المختلفين، وتقلب المصائر بين هؤلاء وأولئك.

- وجاء في حيثيات منح الجائزة لكتاب "رحلة الطيور إلى جبل قاف" للكاتبة هدى الشوا لمستواه الإبداعي والفني في تطويع روائع التراث الثقافي للقراءة الممتعة للأجيال الجديدة بلغة جميلة وسهلة ورؤية بصرية شائعة وحكمة قريبة للمدارك ونافعة للمستقبل، مع تميزه بالرسوم الأصيلة والإخراج المتقن وصلاحيته ليكون نموذجا لأدب الأطفال الممتاز.

وقصة "رحلة الطيور إلى جبل قاف" مستلهمة من كنوز تراث الحضارة الإسلامية، لاسيما التراث القصصي الخيالي الرمزي، الذي ينتمي إليه قصص الحيوان في كتاب كليلة ودمنة لابن المقفع، وقصة حي بن يقظان لابن طفيل، وقصة شكوى الحيوان من ظلم الإنسان في رسائل إخوان الصفا.

والقصة دعوة إلى النظر داخل النفس وإصلاحها بدلا من انتظار التغيير من الخارج، فرحلة الطيور تمثل رحلة في معرفة الذات وترمز إلى الارتقاء الروحي والتخلي عن الصفات الذميمة والتحلي بالصفات الحسنة.

- وتوجه الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس هيئة أبوظبي للسياحة رئيس هيئة أبوظبي للثقافة والتراث رئيس اللجنة العليا لجائزة الشيخ زايد للكتاب، بخالص التهنئة والتقدير للفائزين بالجائزة بجميع فروعها، مؤكدا أن الفائزين يمثلون رموزا للفكر والأدب والثقافة بفضل ما قدموه من إبداع فكري وجهد متميز في خدمة الثقافة والحضارة الإنسانية.

وأكد أن الجائزة تكتسب أهميتها من كونها "تحمل اسم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي اعتبر على الدوام أن العلم والمعرفة والثقافة أساس تقدم الأمم والشعوب"، موضحا "أن الراحل الكبير رحمه الله كان يحتفي بالثقافة والفكر الإنساني والمبدعين من جميع الدول العربية وشتى أنحاء العالم".

وقال إن الجائزة متفردة بشموليتها لجميع النواحي الإبداعية والفكرية، وسعيها لاختيار نخبة من أبرز رجال الفكر والثقافة على صعيد الوطن العربي والعالم في العديد من المجالات الثقافية والمعرفية الهامة.

من جهته اعتبر مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث وعضو اللجنة العليا للجائزة محمد خلف المزروعي أن المشاركة الفاعلة والكثيفة في مختلف فروع الجائزة وللعام الثاني على التوالي، وارتفاع عدد الدول التي جاءت منها الترشيحات، إنما يدل على مصداقية الجائزة ومكانتها العالمية وقوة التنافس بين مئات المبدعين العرب والأجانب الذين نتوجه لهم جميعا من دون استثناء بكل التقدير لما يقدمونه من خدمات جليلة للمعرفة والثقافة البشرية، مباركا للذين أبدعوا وفازوا، وتمنى كل التألق والتوفيق للآخرين في المناسبات الثقافية العربية والدولية القادمة.

جدير بالذكر أن جائزة الشيخ زايد للكتاب تعد جائزة مستقلة أطلقتها هيئة أبوظبي للثقافة والتراث في أكتوبر/تشرين الأول 2006، وتقوم على أسس علمية وموضوعية لتقييم العمل الإبداعي، وتعتبر الأكثر تنوعا وشمولية لقطاعات الثقافة مقارنة مع الجوائز العربية والعالمية الأخرى، وتتضمن جائزة الشيخ زايد في التنمية وبناء الدولة جائزة الشيخ زايد لأدب الطفل، وجائزة الشيخ زايد للمؤلف الشاب، وجائزة الشيخ زايد للترجمة، وجائزة الشيخ زايد للآداب، وجائزة الشيخ زايد للفنون، وجائزة الشيخ زايد لأفضل تقنية في المجال الثقافي، وجائزة الشيخ زايد للنشر والتوزيع، وجائزة الشيخ زايد لشخصية العام الثقافية.

وتبلغ القيمة المادية للجائزة سبعة ملايين درهم إجمالا؛ حيث يمنح الفائز في كل فرع جائزة مالية قدرها 750 ألف درهم، وميدالية ذهبية تحمل شعار الجائزة المعتمد، إضافة لشهادة تقدير للعمل الفائز، في حين تبلغ القيمة المادية لجائزة شخصية العام الثقافية مليون درهم.

ويشترط في جميع الفروع أن يكون المرشح قد أسهم في تنمية الفكر والإبداع في الثقافة العربية، وأن يكون النتاج الإبداعي للمرشح منشورا في شكل كتاب ورقي أو إلكتروني أو سمعي، ولم يمضِ على نشره أكثر من سنتين.

- إبراهيم الكوني: ولـد بغدامس ليبيا عـام 1948م، وأنهـى دراستـه الابتدائية بغدامس، والإعدادية بسبها، والثانوية بموســكو، وحـصل على الليسانس ثم الماجستير فـي العلوم الأدبيّة والنقدية من معهـد غوركى لــلأدب العــالمـي بموسكـو 1977.

وبحسب موسوعة ويكبييديا يجيد الكوني تسع لغات، وكتب ستين كتابا حتى الآن، ويقوم عمله الأدبي الروائي على عدد من العناصر المحدودة، على عالم الصحراء بما فيه من ندرة وامتداد وقسوة وانفتاح على جوهر الكون والوجود. وتدور معظم رواياته على جوهر العلاقة التي تربط الإنسان بالطبيعة الصحراوية وموجوداتها وعالمها المحكوم بالحتمية والقدر الذي لا يُردّ.

ونشر إنتاجه الأدبي بجريدة فزان – البلاد – الفجر الجديد – الحرية – الميدان – الحقيقة - الأسبوع الثقافي - طرابلس الغرب - مجلة المرأة - ليبيا الحديثة - الكفاح العربي -الصداقة البولونية.

وينتمي إبراهيم الكونى إلى قبيلة الطوارق، وهى قبيلة تسكن الشمال الإفريقي من ليبيا إلى موريتانيا كما تتواجد في النيجر، وهذه القبيلة مشهورة بأن رجالها يتلثمون ونساءها يكشفون وجوههن، ويمكن القول إن رواياته تنتمي أدبيا إلى مجال الرومانسية الجديدة والتي تتسم بتخييل الواقع أو تغريبه إن جاز استخدام مصطلح الشكليين الروس.

نال جائزة الدولة الاستثنائية الكبرى التي تعتبرها الحكومة السويسرية أرفع جوائزها، وذلك عن مجمل أعماله الروائية المترجمة إلى الألمانية، كما اختارته مجلة «لير» الفرنسية بين خمسين روائيا من العالم اعتبرتهم يمثلون اليوم «أدب القرن الحادي والعشرين»، وسمتهم «خمسون كاتبا للغد».

- هدى الشوا: إجازة جامعية في اقتصاد فنون من الجامعة الأمريكية في القاهرة 1986، وحاصلة على ماجستير في التعليم جامعة نيو جير سي-الولايات المتحدة.

أستاذة اللغة الإنجليزية في جامعة الكويت، وتنظم وتدير عدة ورش عمل لمدرسي اللغة العربية في مدرسة البيان ثنائية اللغة في الكويت-الكويت.

أهم أعمالها المنشورة: أنبار - قرطاس 2004م، ورحلة الطيور إلى جبل قاف - دار الساقي 2006.

المصدر: العربية نت


إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...